مع تسبب فيروس كورونا حتى الآن في وفاة أكثر من 70 شخصا وانتشاره في عدة مدن صينية وانتقاله كذلك لبضع دول حول العالم، بدأت تتخذ السلطات الصحية في كل مكان تدابيرها الاحترازية على أمل الحد من خطر وصول الفيروس المميت.
وفيما يتعلق بالمخاوف التي بدأت تظهر مؤخرا عن احتمال وصول فيروس كورونا من خلال المنتجات التي يتم طلبها أونلاين من الصين (لاسيما من مدينة ووهان التي تعد مركز انتشار المرض) عن طريق مواقع التجارة الإلكترونية، قال باحثون إنه لا توجد أدلة على وجود هذا الخطر، موضحين أن بعض الأمراض (من بينها فيروس كورونا الذي يسبب سارس) يمكن أن تنتشر عبر الأسطح الملوثة بعطس أو سعال المصابين.
وأكد الباحثون أنه لم يتضح لهم بعد أن بمقدور فيروس كورونا الجديد فعل ذلك، وأنه حتى وإن كان بوسعه، فستظل هناك تساؤلات حول دور شركات الشحن الدولي في ذلك.
ونوه الباحثون إلى أن فيروسات البرد تميل للعيش أقل من 24 ساعة خارج جسم الإنسان رغم أن نوروفيروس (تلك الجرثومة الخطرة التي تصيب المعدة ) قد تبقى عدة أشهر خارج الجسم. وأضاف الباحثون أن أكثر شيء يبعث على الطمأنينة حتى الآن هو أن حالات الإصابة تحتاج على ما يبدو للتواجد عن قرب مع شخص آخر ( كأحد أفراد الأسرة أو أحد عمال الرعاية الصحية على سبيل المثال ) من أجل الانتشار.
وردا على من يسأل بخصوص السر وراء قدوم تلك الفيروسات بشكل أكبر من الصين تحديدا، أوضح الباحثون أن ذلك يرجع لأن أعدادا كبيرة من السكان يعيشون هناك على مقربة من الحيوانات، وأنه من المؤكد بشكل كبير أن فيروس كورونا الجديد قد جاء من مصدر حيواني، يشاع أنه الثعابين. كما أن فيروس سارس ( وهو شكل آخر لفيروس كورونا ظهر أيضا في الصين ) مصدره الخفافيش وقطط الزباد.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن أول حالات إصابة بتلك العدوى الجديدة كان لها علاقة بأحد أسواق الجملة الخاصة بالمأكولات البحرية في الصين، هو السوق الذي تباع فيه أيضا بعض الحيوانات الحية الأخرى، التي من ضمنها الدجاج، الخفافيش والثعابين.
وعن خطر الرحلات الجوية القادمة من ووهان إلى لندن، على سبيل المثال، كل أسبوع، قال الباحثون إنه لا يتوجب ارتداء أقنعة وجه في المترو، حيث لم تسجل أي حالات إلى الآن في المملكة المتحدة، فضلا عن انخفاض نسبة الخطر هناك، مع العلم أن الأنفلونزا الموسمية لا تزال تشكل خطرا أكبر على الصحة في المملكة المتحدة من فيروس كورونا الجديد هذا. وتابع الباحثون بقولهم إنه من الصعب تحديد مدى سرعة انتشار الفيروس في الواقع، ورغم أن حالات الإصابة تبدو إلى تزايد، لكن لا يمكن استنباط معلومات حقيقية بشأن "معدل انتشار المرض" من وراء ذلك.
واستنادا للمعلومات المتوافرة حاليا، فإن منظمة الصحة العالمية تنصح باتخاذ تدابير للحد من خطر تصدير أو استيراد المرض من دون فرض قيود غير ضرورية على حركة المرور الدولية، كما ينصح بمراجعة أحدث نصائح السفر قبل التوجه للصين.