قد نحتار ولا نقدر على إيجاد تفسير واضح لسرّ رفض البعض تناول الخضروات أو عدم الميل لإضافتها في الحمية الغذائية، وهو ما يُشكّل لغزًا إلى حد ما، لكنّ باحثين من جامعة كنتاكي الأمريكية أوضحوا أنهم يعتقدون أن للأمر علاقةً ربما بجينات الإنسان.
وأشاروا في نفس السياق إلى أنهم يعتقدون أن هناك جينًا معينًا يجعل المكونات الموجودة في بعض الخضروات تبدو مرّة المذاق لدى البعض، ولهذا نجدهم يتجنّبون نوعية الخضروات المغذية المفيدة للقلب كما البروكلي، كرنب بروكسل والملفوف، وقد يكون لدى هؤلاء الأفراد حساسية مشابهة للشوكولاته الداكنة والقهوة.
وقال الباحثون إنّ الإنسان يولد بنسختين من جين الطعم، الذي يعرف باسم TAS2R38، ومن يرثون النسختين لا تكون لديهم حساسية تجاه مرارة هذه المواد الكيميائية، أما من يرثون نسخة واحدة فتكون لديهم حساسية ويجدون مرارة في تلك الأطعمة. وأكّدوا في نفس الوقت أن ذلك الجين يمكن أن يؤثر على الطريقة التي يدرك بها الناس النكهات المختلفة، وهو كشف لم يكن معلومًا بالفعل من قبل.
وأوضح الباحثون أن الدراسة، التي عُرضت في جمعية القلب الأمريكية حديثًا، ترتكز على بعض البحوث السابقة التي سبق لها أن وجدت أن هذا النمط الوراثي يرتبط بأنواع الخضروات التي يتناولها طلاب الجامعات الذين شاركوا بالدراسة.
ونوّه الباحثون إلى أن الدراسة قد تُغيّر الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع الناس الذين يُنصَحون بتغيير نظامهم الغذائي ليكون لديهم نظام صحي للقلب والأوعية الدموية.
وعلَّقت على ذلك جينفر سميث، زميلة ما بعد الدكتوراه بكلية طب جامعة كنتاكي وإحدى المشاركات في تلك الدراسة، بقولها "يمكن أن تؤثر هذه العلاقة على قدرتهم على تغيير وجباتهم الغذائية بغية الوصول لنمط أكل صحي ومناسب لعضلة القلب".
ومع هذا، فقد نوّهت جينفر إلى حاجتهم لإجراء مزيد من البحوث عن أفضل طريقة يمكن أن يُشجّعوا بها الناس لتناول الخضروات وجعلها أكثر استساغةً بالنسبة لهم.
ولفتت تونيا رينهارد، المحاضرة البارزة لدى جامعة ولاية واين في ديترويت ومديرة البرامج التدريبية للتغذية السريرية في كلية الطب بالجامعة، إلى أنه من المثير للاهتمام أن ينجح باحثو جامعة كنتاكي في تحديد المناطق الوراثية ذات الصلة بالطعم أو التذوق والتي يمكن أن تؤثر على الخيارات الغذائية للشخص ويمكن أن تؤثر ربما على الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
وشدَّدت خبيرة التغذية، أني ماهون، على قيمة تلك الخضروات من الناحية الغذائية، حيث إنها مصادر غنية بالألياف، حمض الفوليك وفيتاميني سي وكي، وأنها عناصر مهمة لضمان الحفاظ على الجهازين الهضمي والمناعي وكذلك الحفاظ على صحة القلب، منوهة إلى أن طهي الخضروات قد يكون حيلة تحدُّ من مرارة الطعم لمن لا يتناولونها.
