يتسبّب ظهور الشّعر في منطقتي الشّارب والذّقن عند المرأة بمعاناتها، إذْ يقلل من ثقتها بنفسها وإحساسها بأنوثتها. ولكنْ ربّما لم يخطر ببالها أنّ ما يحدث قد يكون مؤشرًا على إصابتها بأمراض خطيرة، مثل اضطرابات الغُدد الصمّاء.
وبحسب الدراسات الطبيّة، فإنّ المرأة تمرّ في العديد من التغييرات خلال مراحلها العمريّة، وتشهد خلال ذلك تطوّرات وتغييرات جسديّة ونفسيّة. وقد تلاحظ ظهور الشّعر في بعض مناطق الوجه مثل منطقة الشّارب، لذلك عليها أنْ تعلم أن هذا التحوّل يشير إلى متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، وهو اختلال هرمونيّ معروف.
ولفتت الدراسات إلى أنّ الإصابة بأحد أمراض الغُدد الكظريّة يُعدّ أيضًا من بين أسباب نموّ الشّعر الزّائد في مناطق مختلفة من جسد المرأة، كما يؤثّر استخدام الأدوية بطرق غير صحيحة ومنتظمة على التوازن الهرمونيّ، كالمنشطات أو حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون أو تستوستيرون، بيماتروبروست والسيكلوسبورين. لذا يفضّل اتّباع النصائح الطبيّة بدقّة عالية.
ومن بين أسباب بروز الشّعر أورام الغدّة النُّخاميّة، وتتمثّل في التحفيز المُفرط للهرمونات الذكريّة، ويصاحب ذلك اضطراب بالدورة الشّهرية.
أما إمكانيّة علاج ذلك؛ فبحسب الدراسات فإنّ التدخّل الجراحيّ ضروري عند الكشف عن وجود أورام بالمبيض أو مرض الغدد الكظرية، غير أنّه في بعض الحالات الأخرى يمكن الشّفاء عن طريق العلاج الطبيعيّ.
وأوضحت أنّه خلال فترة الحمل ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون بشكل تلقائي، فيخفّز نموّ الشّعر الكثيف في الذّقن، ولكن بعد الولادة تعود الهرمونات إلى طبيعتها وتتحسّن الأعراض المرافقة لها.
وكذلك يفرز المبيضين كميّة منخفضة من هرمون الاستروجين، عند التقدم في العمر، وفي فترة انقطاع الطمث، بينما يستمرّ إنتاج هرمون التيستوستيرون الذكريّ ما قد يؤدّي إلى ارتفاع مستوى الاندروجين، وظهور الأعراض الذكوريّة.
وقدّم الأطباء مجموعة من النصائح المهمّة حول هذا الأمر، مشيرين إلى أنّه ليس من السّهل علاج هذه الاضطرابات، لكنّ تجاوزها قد يستغرق 6 أشهر. لذلك فإنّ المبادرة بمعالجتها منذ ظهور العلامات الأولى يساعد على الشّفاء منها، خاصّة وأنّ الطبيب سيقوم بداية بإجراء الفحوصات اللازمة للتحقّق من مستوى الهرمونات في الدّم، للتأكّد من عدم وجود اضطرابات خطيرة.