مع اقتراب حلول شهر رمضان، يحرص مرضى السكري تحديدًا على مشاركة عائلاتهم أجواء الشهر والصيام، وفي الوقت نفسه، ينتابهم الخوف من عدم قدرتهم على الصيام، ومدى التغيرات المتوقع ظهورها فيما يخص العلاج وجرعاته والطعام ونوعياته وكمياته.
مسألة تستدعي الاهتمام
عن هذا الموضوع، أوضح استشاري التغذية العلاجية والسكري والباطنة الأستاذ الدكتور طارق العريني، مدى الحيرة التي يقع فيها استشاريو السكري عندما ينصحون مريض السكري بالصيام، وعما إذا هو من فئة المرضى المعالجين بالأقراص الخافضة للسكر، أم من فئة المرضى المعالجين بالأنسولين بكافة أنواعه: المائي أو المختلط أو طويل المفعول، أم يعاني من أمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم، أو الجلطات الدماغية أو القلبية، أو قصور وظائف الكلى وغيرها من الأمراض.
ولكن بعد عمل دراسات مستفيضة تم حسم الأمر أخيرًا، وتم تقسيم المرضى فيما يخص إمكانية الصيام من عدمه إلى الفئات الآتية، بحسب العريني:
فئة عالية الخطورة: وهذه الفئة تشمل المرضى الذين لا يُنصح بصيامهم بتاتًا، لخطورة الصيام على حياتهم، وتشمل: كل من عانوا من نوبات متكررة للانخفاض الحاد في سكر الدم في غضون ثلاثة شهور قبل رمضان، والمرضى الذين لا يدركون أعراض انخفاض السكر، ومن يعانون من سوء ضبط سكر الدم باستمرار.
إلى جانب مرضى السكري من النوع الأول والذين يتناولون السكر القاعدي "ليفيمير أو لانتوس" بالإضافة إلى أنسولين قصير المفعول قبل الوجبات مثل أكترابيد أو نوفورابيد أو إبيدرا، وكذلك من يقومون بعمل مجهود بدني شديد كالعمل الشاق، وخصوصًا في الأجواء الحارة، وأخيرًا السيدات أثناء فترة الحمل.
لمَن يُسمح الصيام إذاً؟
وفق العريني، يُسمح لمرضى السكري المنضبطين بالنظام الغذائي، إضافة إلى مجموعة مرضى ما قبل السكري، بالصيام؛ لأن هؤلاء الأشخاص يُبعدون عن أنفسهم شبح هذا المرض.
وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى السكري المنضبطين على الأدوية الحديثة التي ليس من مضاعفاتها هبوط السكري، يمكنهم الصيام كذلك بلا تعديل بالجرعات.
توصيات ما قبل الصيام
أوصى العريني بوجوب زيارة الطبيب المعالج قبيل حلول رمضان بفترة كافية لتقييم الحالة، وأخذ قرار الصيام من عدمه، وفيما إذا ستُعدَّل جرعات ومواعيد العلاج بما يتماشى مع وجبتيْ الفطور والسحور؛ لتجنب حدوث أي نوبات هبوط أو نقص في السكر في حال سُمح لهم بالصيام.