يقتحمُ المرض حياة أيٍّ منا دون استئذان، ويُؤثّر على حالتنا النفسية، لذا لا بد من محاولة السيطرة على انفعالاتنا حينما يُصاب عزيز أو صديق قريب منا بمرض السرطان.
وعليه، هل فكّرتي عزيزتي ما هو دورك أو كيف ستدعمين صديقتك إن اكتشفت أنها مصابة بمرض السرطان؟
حول ذلك تتحدّث وتُرشدك الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك
تقول الاختصاصية بورشك، إنّ أول ما يمكن عمله مع الصديقة هو تقديم الدعم النفسي والمبني على أسس علمية بالاطلاع على كيفية التعامل مع خصوصية حالتها.
إنّ التسارع العلمي في الطب يُؤكّد أن كثيرًا من الأمراض يمكن مواجهتها إذا أُحسن التعامل معها بقوة وعزيمة فولاذية، فالمواجهة لا تتم بالعلاج فقط، بل إن قوة الحالة النفسية لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة ومقاومة أي مرض دون استثناء.
إنّ اكتشاف الإصابة بمرض السرطان يُسبّب انهيارًا نفسيًا للمريضة، ولمن حولها وتبدأ الحياة بالتغير ضمن ردود الأفعال من حولها، ولا بد من تقديم الدعم النفسي اللازم لمواجهة هذا النوع من التحدي والحرص على الحفاظ على القوة النفسية والإصرار على العناية بالصحة قدر الإمكان.
وتُضيف، لا بد من التحلّي بالشجاعة والقوة والثبات والحرص على البقاء بالقرب من الصديقة والاستماع لها بكل سعة صدر وتقبل انفعالاتها، وإخراجها من عزلتها وتشجيعها أن تكون فاعلةً في المجتمع على قدر طاقاتها.
القراءة عن قصص تحدي مرضى السرطان وكيف اجتازوا محنتهم، والتحلّي بالإيمان والصبر، وحاولي مرافقة صديقتك أثناء الخضوع لفحوص طبية دورية إن أمكن.
قومي بتوعية أولادها بالتغيرات التي تُرافق مرضى السرطان من إعياء يصاحب تناول العقاقير الخاصة بالمرض وتشجيعهم على تذكيرها بمواعيد الفحوص وحضور اللقاءات التوعوية الخاصة بمرضها.
الحديث معها حول تقدير الحياة وأن تعيش اللحظة وأن لا تستبق الأحداث المستقبلية وتبتعد عن النظرة السوداوية.
تذكيرها بأهمية التفاؤل والتغلب على المحن والعيش بسعادة، وكل منا معرّض لمثل هذه الأمور فهي ليست الوحيدة التي ابتليت بهذا المرض.
عمل سجل تراكمي لأوراقها الخاصة بالمرض والتدقيق في التغيرات التي انتابتها وكيفية مواجهتها.
تذكيرها بنعمة وجود الأهل وكسب دعمهم وجمالية وجود الأصدقاء في الحياة والعمل على بناء علاقات جديدة ومتابعة قصص التحدي والنجاح المنشورة، فمشاركة الآخرين التجربة يزيد من قوة تخطيها للمراحل المرضية التي تمر بها.
كذلك، ساعديها بأن تتجاهل ردّات الفعل السلبية من الآخرين أو مشاعر الشفقة التي يظهرونها، فلا داعي لربط حياتها بمن حولها فعليها أن تُركّز على نفسها أولًا، وعدم الاكتراث لمن تركوها أو قصّروا معها في مرضها والاهتمام بثقتها بنفسها والاعتماد على ذاتها.
مشاركتها الاهتمام بالترويح عن النفس للخروج من حالة الاكتئاب والخوف الذي يُصاحب المرض، خصوصًا عند مرورها بمراحل متتالية مثل الصدمة والغضب الشديد والتعب والاستسلام للأمر الواقع فلابد من زرع الأمل في نفسها والاستمتاع باللحظة مع كل من يدعمونها.
تذكير أبنائها بأهمية وجودهم من حولها ومساندتها، مع ابتعادهم عن الانفعالات الصادمة، فالهدوء والصبر والإرادة وتقديرها والاهتمام بها يُعزّز من ثقتها بذاتها.
تذكيرهم بأن والدتهم تمرُّ بحالة من تباين المشاعر بين الحين والآخر فقد يحيط بها الحزن تارة والفرح تارة، وأحيانًا قد تشعر بالقوة أو الضعف فعليهم تقدير كل لحظة بالحياة والاقتراب بحب منها وعدم معاتبتها على التقصير بسبب المرض.
غرس الأمل في نفوس الأطفال فهناك كثيرات خرجن من أمراضهن قويات وحققن أحلامهن وأسهمن في تقديم النصح والإرشاد لحالات لا تزال على أسرّة الشفاء ناقلين لهن تجاربهن وعودتهن للحياة أصحاء.
وتوعيتهم بمشاركة الأم في أعمال المنزل البسيطة وترتيب حاجياتهم الخاصة والحرص على نجاحهم وتفوقهم المدرسي.