المُحلّيات الصناعية موجودة في كل شيء، من الحبوب والزبادي إلى مشروبات الحمية والآيس كريم والعلكة ومعجون الأسنان، بالإضافة إلى بعض الأدوية الموصوفة مثل مضادات الاكتئاب، والمضادات الحيوية.
تضيف هذه النهكات الكيميائية الساحرة الطعم الحلو، دون مخاطر السعرات الحرارية التي يسببها السكر الطبيعي. لكن الأبحاث الحديثة، تشير إلى أن تلك المُحلّيات ليست صحية كما نتخيل.
يتزايد استهلاك المحليات بشكل واسع، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أفاد استطلاع أن 2.2 مليون بريطاني يستخدمون المُحلّيات الصناعية 4 مرات على الأقل في اليوم.
وتكون المُحلّيات الصناعية أكثر حلاة من المحليات الطبيعية بنسبة 100 إلى 13000 درجة، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة السوربون، ونشرت في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية في العام 2007.
لكن المشكلة أن أدمغتنا تتقبل هذه الحلاوة الهائلة، وسرعان ما تصبح "طبيعية" بالنسبة لنا، ما يجعل الأطعمة غير المحلاة، مثل الفاكهة والخضراوات غير مستساغة، كما قال الباحثون.
ومع أن الكثير من الناس يتحولون من السكر إلى المُحلّيات الصناعية لتجنب المخاطر الصحية، تشير أدلة متزايدة إلى أن تلك المُحلّيات ليست صحية، إذ تؤكد الأبحاث أن الأطعمة والمشروبات المعالجة، خاصة تلك التي تحتوي على مواد التحلية الصناعية، قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، إذا أفاد بحث من كلية الطب بجامعة هارفارد، ومستشفى ماساتشوستس، أن المُحلّيات الصناعية "تؤدي إلى نقل إشارات معينة في الدماغ مهمة للمزاج".
ووجدت الرداسة أنه كلما زاد استهلاك المُحلّيات الصناعية، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يرتبط استخدامها بإصابة الأشخاص بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك لأنها تمنع تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحي.
ووجدت دراسة في مجلة Cell، العام الماضي، أن السكرين والسكر الوز اللذين يستخدما عادة في المُحلّيات، يمكن أن يرفعا مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الأصحاء. كما أن تلك المحليات قد تتداخل مع الميكروبات التي تعيش في أمعائنا والتي تفرز عادة مواد تساعدنا على تنظيم السكر.
واستنادًا إلى الأدلة المتوافرة حتى الآن، نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO)، في شهر مايو/ أيار، توجيهات جديدة بشأن المُحلّيات، وأكدت أنها لا تساعد في التحكم بالوزن على المدى الطويل وقد يكون لها آثار جانبية، مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
وينصح الأطباء بالاستغناء عن الأطعمة المصنعة، مثل الزبادي الذي يحتوي على نسبة عالية من المُحلّيات، واستبدالها بالخضراوات والفواكه الموسمية الحلوة، مثل التفاح، وكذلك الأطعمة ذات الحلاوة الطبيعية مثل الشوفان.