أظهرت دراسة جديدة ومفاجئة أن لاعبي ألعاب الفيديو المنتظمين يحققون أداءً معرفيًا أفضل بكثير من غيرهم، إذ يوازي أداؤهم أداء أشخاص أصغر منهم بعقد من الزمن.
على النقيض من ذلك، لم تُظهر الدراسة أي تأثير إيجابي مباشر للنشاط البدني المنتظم على المهارات المعرفية، على الرغم من فوائده المعروفة للصحة العقلية.
أظهرت الدراسة الجديدة، التي نشرت عنها "صحيفة التليغراف البريطانية"، وشملت أكثر من 1000 شخص، أن الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو بانتظام لمدة خمس ساعات أو أكثر أسبوعيًا يحققون أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة والانتباه وحل المشكلات.
ويرجع ذلك إلى أن هذه الألعاب تتطلب من اللاعبين التركيز، واتخاذ القرارات السريعة، وحل المشكلات المعقدة؛ مما يساهم في تحسين هذه المهارات على المدى الطويل.
الدكتور أدريان أوين، أستاذ علوم الأعصاب المعرفية والتصوير في جامعة ويسترن في كندا، ومؤلف الدراسة، قال: طُلب من العينة تقدير متوسط عدد الساعات في الأسبوع التي قضوها في لعب ألعاب الفيديو في الأشهر الـ 12 الماضية ونوعيتها.
وكانت الألعاب مثل: Minecraft و Civilization و Hearthstone و Roblox، وألعاب تقمص الأدوار مثل The Witcher و Mass Effect و Fallout 4 و Skyrim و Grand Theft Auto و Assassin's Creed، وألعاب رياضية مثل FIFA و NHL و Mario Kart و Need for Speed وRocket League.
وقال الدكتور إن النتائج يمكن أن تساعدنا على اختيار الأنشطة التي تعزز الشيخوخة المعرفية الصحية.
اعتبر الباحثون نتائج هذه الدراسة مفاجئة، وأشاروا إلى أن الفوائد المعرفية لألعاب الفيديو قد تكون نتيجة لطبيعتها التفاعلية والمشوقة، التي تحفز الدماغ وتساعد على بناء اتصالات عصبية جديدة.
في السياق ذاته، يؤكد أوين أن الألعاب الحديثة، بخلاف ألعاب تدريب الدماغ التقليدية، تساهم بشكل فعّال في تحسين الوظائف الإدراكية.
ويرجع ذلك إلى أنها تعتمد على آليات مكافأة الدماغ، مما يحفز اللاعبين على الاستمرار في اللعب وتطوير مهاراتهم المعرفية بشكل مستمر.
الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو بشكل متكرر، أي خمس ساعات أو أكثر في الأسبوع لنوع واحد من الألعاب، يؤدون معرفيًا، في المتوسط، مثل الأشخاص الأصغر منهم بـ 13.7 عام (الذين لم يلعبوا ألعاب الفيديو).
ويوضح الدكتور أن الأفراد الذين شاركوا بشكل غير متكرر في ألعاب الفيديو ولعبوا أقل من خمس ساعات في الأسبوع عبر جميع أنواع الألعاب، أدوا مثل الأشخاص الأصغر منهم بـ 5.2 عام".
استنتج الباحثون في دراستهم أن التمرين وألعاب الفيديو لهما تأثيرات مختلفة على الدماغ، مما قد يساعد الأفراد على تكييف خيارات نمط حياتهم لتعزيز الصحة العقلية والمعرفية، على التوالي، طوال العمر.
وأظهرت الدراسات السابقة أن ألعاب تدريب الدماغ لا تحسن الوظيفة المعرفية، وأن الفوائد العقلية قد تكون نتيجة لطبيعة العديد من الألعاب الحديثة الشائعة.
على الرغم من أن النشاط البدني لم يظهر أي تأثير إيجابي مباشر على المهارات المعرفية في هذه الدراسة، فإنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة العقلية؛ فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط البدني بانتظام أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.