مع تقدمنا في العمر، تبدأ أجسامنا في إظهار بعض التغيرات الطبيعية التي قد تكون غير مريحة في البداية.
واحدة من هذه التغيرات هي ضعف القدرة على قراءة النصوص الصغيرة، وهي مشكلة تؤثر على الكثير من الناس بدءًا من سن الأربعين.
إذا كنت تجد نفسك ممسكًا بالكتاب بعيدًا عن عينيك أو تجد صعوبة في قراءة النصوص الصغيرة، فربما تحتاج إلى نظارات قراءة، لأنك قد تكون مصابًا بمرض قصر النظر الشيخوخي.
يبدأ مرض "قصر النظر الشيخوخي" (Presbyopia) عادةً في سن الأربعين، وهو حالة تؤثر في قدرة العينين على التركيز على الأشياء القريبة.
مع مرور الوقت، تفقد عدسة العين مرونتها وقدرتها على تعديل نفسها بشكل سريع، مما يجعل من الصعب التركيز على الأشياء التي تكون على مسافة قريبة.
تعتبر هذه الحالة من التغيرات الطبيعية المرتبطة بالتقدم في العمر، ويقدر أن نحو 1.8 مليار شخص حول العالم يعانون من هذه المشكلة.
يعد قصر النظر الشيخوخي من أكثر الأسباب شيوعًا وراء حاجة الشخص لنظارات القراءة بعد الأربعين. إذا كنت تشعر بالآتي، فربما تكون بحاجة إلى زيارة طبيب العيون:
هذه الأعراض شائعة جدًا بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، لكن يمكن أن تحدث أيضًا في حالات نادرة لمن هم دون هذا العمر.
تحديد قوة العدسات المناسبة لنظارات القراءة قد يبدو أمرًا بسيطًا، إلا أنه يحتاج إلى بعض الدقة. إذا كانت نظارات القراءة غير ملائمة، قد تعاني من مشاكل مثل الصداع أو إجهاد العينين. لذلك، من المهم اختيار النظارات التي تتناسب مع احتياجاتك الخاصة.
إحدى النصائح المهمة هي اختيار نظارات مختلفة وفقًا للنشاطات التي تمارسها. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم الكمبيوتر بشكل متكرر، فقد تحتاج إلى نظارات قراءة بقوة أقل لأنك عادة ما تكون بعيدًا عن الشاشة مقارنة بكتاب أو مجلة. المسافة الأطول بين العين والشاشة تعني حاجة أقل لقوة العدسات.
من الأفضل أيضًا استشارة طبيب العيون للحصول على نصيحة مهنية حول الأنسب لك. النظارات التي لا تعالج مشكلات العين بشكل صحيح قد تؤدي إلى أعراض غير مريحة مثل الصداع والإجهاد أو الغثيان. وعند وجود أعراض أخرى، يجب زيارة الطبيب.
ليس كل تغير في الرؤية بعد سن الأربعين مرتبطًا بقصر النظر الشيخوخي. قد تكون بعض الأعراض مثل الألم، إفرازات العين، أو التغيرات الكبيرة في الرؤية مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أخرى تتطلب تدخلًا طبيًا.
في حال كنت لا تزال تجد صعوبة في القراءة رغم ارتداء النظارات أو إذا كنت تشعر بأن رؤيتك تزداد سوءًا بشكل عام، يجب عليك استشارة طبيب العيون.
من المهم إجراء فحوصات دورية للعين للكشف عن أي أمراض قد تؤثر على صحتك البصرية، مثل الزرق أو التنكس البقعي المرتبط بالعمر، والتي قد تبدأ دون أعراض واضحة.
وختامًا، على الرغم من أن النظارات قد تكون الحل الأمثل لمشكلة قصر النظر الشيخوخي، إلا أن العناية المنتظمة بالعيون تظل أمرًا أساسيًا للحفاظ على صحة العين على المدى الطويل. إذا كنت تشعر بتغيرات في رؤيتك، فلا تتردد في استشارة الطبيب للحصول على العلاج اللازم والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى قد تؤثر في قدرتك على الرؤية.