لرمال الصحراء الجافة فوائد عديدة في علاج أمراض العظام والجلد وخاصة بالنسبة للمسنين، وكان القدماء من سكان البادية يجيدون العلاج "بالطمر في الرمال" لكونها وسيلة فعالة للغاية، أكدها العلم الحديث ووثقها في أبحاث علمية بعد تجربتها على مئات الحالات.
يقول جون صوماويل، الباحث بجامعة بوسطن، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رمال الصحراء الجافة دقيقة الحبات، لها فعل السحر في علاج أمراض الجلد، لكون الرمال تحتوي على عناصر طبيعية مثل "السيلكا، والماغنيسيوم والبوتاسيوم، واليود، والسيلفات، والصوديوم، والكالسيوم"، وجميع هذه العناصر مفيدة للجلد،.
والطمر في الرمال لمدة 6 ساعات كل شهرين، يؤدي إلى امتصاص المياه الزائدة تحت الجلد والدهون السطحية، ما يخلق جلدا مشدودا صحيا وخاليا من البكتيريا والطفيليات الضارة، كما يعمل الطمر على تغيير طبقة الجلد الخارجية واستبدالها بأخرى صحية ونضرة، ويؤدي الطمر في الرمال أيضا إلى تقوية العظام وامتصاص الرطوبة من الجسم وتقوية الغضاريف وعلاج الروماتيزم ومشاكل المفاصل، وأمراض العمود الفقري.
ويضيف صوماويل، لا يشترط في رمال الطمر في الصحراء إلا أن تكون جافة جيدا، ويفضل أن تكون في فصل الصيف، أما في الشتاء فيفضل الأيام الجافة، وفي منتصف النهار لضمان طبقة رمال جافة تماما، ويتم عمل حفرة بعمق متر تقريبا، وينام المريض فيها ثم يغطى جسده بالرمال الجافة، ويفضل أن تكون من رمال سطح الأرض الجافة بسبب تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، بدلا من الرمال التى تم استخراجها من الحفرة لضمان جفافها تماما، وتضغط الرمال على الجسم جيدا ثم توضع مظلة على الرأس، ويترك المريض لمدة ست ساعات متواصلة لا يقدم له إلا السوائل الدافئة، وبعد خروجه من الطمر يغطى جيدا ولا يعرض للهواء، ويجفف جسده جيدا، وبعد ذهابه إلى المنزل يأكل طعاما خفيفا ويفضل الحساء، ثم ينام، وسوف يشعر في الصباح بخفة الحركة وراحة في العظام واختفاء ملحوظ للألم.