لا شك أن حمية الكيتو قد أصبحت إحدى أكثر الحميات الغذائية شهرة في السنوات الأخيرة، حيث يعتمد العديد من الأشخاص عليها لتحقيق فقدان الوزن السريع.
ويعتمد هذا النظام الغذائي على تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة استهلاك الدهون؛ مما يجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر رئيس للطاقة بدلاً من الجلوكوز.
ومع أن هذا النهج قد أثبت فعاليته في تخفيض الوزن، إلا أن هناك بعض الجوانب الأخرى التي قد تستدعي الحذر والتفكير قبل اتخاذ قرار باتباع هذه الحمية.
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Cell Reports Medicine"، قارن الباحثون بين تأثيرات نظام الكيتو الغذائي ونظام غذائي منخفض السكريات المضافة على الصحة العامة وفقدان الوزن.
وأظهرت الدراسة التي شارك فيها 53 شخصًا واستمرت لمدة 12 أسبوعًا، أن كلا النظامين الغذائيين فعّالان في تقليل كتلة الدهون؛ حيث فقد المشاركون الذين اتبعوا نظام الكيتو حوالي 2.9 كيلوجرام من الدهون، بينما فقد أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي منخفض السكريات حوالي 2.1 كيلوجرام.
على الرغم من نجاح نظام الكيتو في تقليل الوزن، إلا أن الباحثين اكتشفوا بعض التأثيرات السلبية المحتملة، فقد تبين أن هذا النظام يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول "الضار" (LDL) في الدم، وهو النوع الذي يُعتبر أكثر خطورة عندما تكون جزيئاته صغيرة ومتوسطة الحجم.
كما زادت مستويات البروتين الدهني "ب" (apoB) لدى المشاركين الذين اتبعوا حمية الكيتو؛ مما يعزز من خطر تصلب الشرايين والأمراض القلبية الوعائية.
لم تقتصر الآثار السلبية لنظام الكيتو على ارتفاع الكوليسترول فقط، بل امتدت لتشمل تأثيرًا غير مرغوب فيه على صحة الأمعاء، إذ وفقًا للدراسة، شهد الأشخاص الذين اتبعوا حمية الكيتو انخفاضًا في عدد بكتيريا البيفيدوباكتيريا، وهي نوع من البكتيريا المعوية المفيدة التي تسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والمناعة.
ويُعتقد أن هذا الانخفاض يعود إلى تقليل تناول الألياف في النظام الغذائي الكيتوني؛ مما يحرم البكتيريا الجيدة من مصدر غذائها الأساسي.
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الدراسة هو ما أظهرته بشأن تأثير حمية الكيتو على تحمل الجلوكوز، إذ بالرغم من أن المشاركين الذين اتبعوا نظام الكيتو قد أظهروا مستويات أقل من الجلوكوز في الدم قبل الأكل، إلا أنهم عانوا من انخفاض في قدرة الجسم على التخلص من الجلوكوز بكفاءة بعد تناول الطعام.
وهذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم فترات أطول؛ مما يشكل تحديًا للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على استقرار مستويات السكر.