حينما نقول إن الولد سرُّ أبيه، لا يمكن أن ندرك بالتحديد ما هو شعور الأب منتظرًا ابنه ليولد ويكبر فهو فلذة كبده، الذي انتظره طويلًا حتى يكبر ويصبح رجلًا يستطيع الاتكال عليه ليكون سندًا حقيقيًا بعد أن شكّل الوالد السند والدعامة لأولاده وعائلته جميعًا.
في عيد الأب نستذكر أولادًا أصبحوا رجالاً يسلكون دروب آبائهم بكل فخر واعتزاز، واخترنا 4 نماذج من عالم تصميم الأزياء.
هو الابن البكر للمصمم العالمي إيلي صعب والمدير التنفيذي لدار "Elie Saab"، إيلي صعب جونيور رافق والده مذ كان مراهقًا في الخامسة عشرة من عمره إلى مكاتب الدار ومشاغلها متأثرًا بوالده وبما يبتكره من تصاميم ويحققه من إنجازات ليتخذه مثالًا في الإبداع والطموح، وكان دائمًا الابن الشغوف في هذا المجال، ساعيًا إلى توسيع مداركه بإصرار مبديًا تصميمه على إتقان فن الإدارة الذكية.
برز تحرك جونيور في الآونة الأخيرة مع تحقيق أحلام والده الكبيرة والمتعددة وتنفيذ الخطة التي وضعتها إدارة الدارن العام 2019، بتوسيعها وافتتاح متاجر تحمل اسم العلامة في العالم، سعيًا إلى الوصول إلى شرائح جديدة من الزبائن التي تقدر الدار وإنجازاتها.
كما سعى جونيور بعزم إلى المساهمة في تنوع اهتمامات الدار في الديكور والمشاريع العقارية إلى جانب تصاميم الأزياء للنساء والأطفال، وتسير جميعها جنبًا إلى جنب بمواكبة ومتابعة من إيلي جونيور.
بدأ جاد حبيقة رسم القطع منذ الطفولة، وقضى وقتًا طويلاً في مشغل أبيه المصمم العالمي جورج حبيقة، كما تردد كثيرًا على مشغل جدته ماري التي كانت الملهم الأول لوالده.
انتقل جاد إلى باريس لدراسة التصميم، وفي سنته الثالثة غادر مدرسة الأزياء بعد أن تعلّم التميّز في الحرفية والتقنيات المختلفة لخياطة الكوتور الفرنسية، وقال إنه استنتج أن الموهبة لا يمكن تعليمها أو كتابتها، بل هي غريزة أو شعور فطري يولد الإنسان للتعبير عنه.
وبعد خبرة اكتسبها في دار جورج حبيقة لسبع سنوات، أتى قرار تعيينه كمدير إبداعي مشارك في الدار العام 2022، ويقول حبيقة الأب إنّ القرار كان مشتركًا، فجاد اعتاد رسم القطع وتصميمها منذ أن كان عمره 5 سنوات، وما إن أصبح جاهزًا تسلّم منصبه الحالي.
صدرت مجموعته الأولى للدار في موسم خريف وشتاء 2019/ 2020، بينما صدرت الثانية في العام 2021 عندما أطلقت الدار أول عرض أزياء افتراضي لمجموعة الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2022.
يتقاسم جورج حبيقة المسؤوليات مع جاد، ويرى فيه شخصًا مُبدعًا للغاية، ويمتلك أحلامًا كبيرة ورؤية واضحة لما يريد تحقيقه، فالمصمم الشاب يحب سرد القصص في كل مجموعة من التصاميم، مما يضفي لمسة مميزة على عملهما في دار جورج حبيقة.
جورج الأب ينصح ابنه الذي سيكمل إرثه العريق في التصميم بأن يحافظ على قلبه العطوف، وألا ينسى أبدًا بأنّ كلّ حلم يمكن تحقيقه.
أما جاد حبيقة فيرى أن الموضة وسيلة للتعبير عن قضايا يعجز ربما الحبر أو الصوت عن طرحها أو مناقشتها.
اشتهر المصمم الراحل باسيل سودا بتصاميمه المميزة التي واكبت المرأة واهتماماتها بالموضة والعصر.
وبعد مرور عشر سنوات على رحيل المصمم المبدع باسيل سودا قدم ابنه جاد، مؤخرًا، مجموعة ربيع وصيف 2024 ليكرس حضور العلامة واستمراريتها رغم غياب المؤسس المبتكر، واستوحى سودا الابن من الفراشات وعالمها وكيفية تطورها، مستلهمًا من معايير الموضة التي كرسها باسيل سودا ساعيًا إلى إكمال مسيرة والده بخطى واثقة إلى جانب والدته، التي رافقت شريكها في مسيرة إبداعه، لتضفي لمساتها الأنيقة على المجموعة التي صممها ابنها الشاب تكريمًا لاسم والده واستمراره رغم الغياب، مع الفخر بإرث باسيل سودا المتميز.
ويحرص سودا الابن، على تخطي الحدود وتبني الإبداع في مشاريع العلامة كافة، ويصر على الابتكار لا يعرف التردد؛ الأمر الذي يدفع بنا نحو آفاق جديدة من النجاح ويرسخ مكانتنا بوصفنا روادًا في عالم الموضة، ويميزنا بتقنيات غير مسبوقة واتجاهات رائدة وجديدة.
نشأ طوني ورد في منزل يقدّر الموضة والأزياء، فهو ورث هذه المهنة عن والده المصمم إيلي ورد، وأمضى طفولته في مشغل والده الذي اعتبره ملعبًا لطفولته السعيدة، وعلى الرغم من دراسته فن التصميم والخياطة في فرنسا إلا أنه سار على خطى والده، ويقول طوني ورد إن الجودة والمعرفة ومهارة العمل اليدوي المحترف تجذّرت فيه من خلال والده.
أسس المصمم إيلي ورد داره للأزياء الراقية، العام 1952، لتُطلق الدار مجموعة أولى للأزياء باسم طوني ورد العام 1997، وفي العام 2004 أقيم أول عرض أزياء في أسبوع ألتا روما ألتا مودا بإيطاليا، لتتوالى بعدها الإنجازات وإطلاق بقية خطوط الأزياء الجاهزة وفساتين الزفاف وعروض الأزياء في باريس وإيطاليا، ومنصات العروض في لبنان والعالم.
استطاع طوني ورد بفضل إبداعه وتميزه صناعة اسمه الذي أصبح عالميًا فهو إلى جانب إرث كبير، عمل بإتقان في باريس إلى جانب دراسته، واكتسب خبرة كبيرة من خلال العمل لدى "Dior وChloe وLanvin"، كما نجح المصمم العالمي طوني ورد في تحويل دار عائلته للأزياء الراقية إلى علامة عالمية.
إبداعات طوني ورد الراقية تجذب أفراد العائلات الملكية والنجمات العالميات، وتنتشر في متاجر عدة حول العالم.
مؤخرًا أقام المصمم العالمي طوني ورد معرضًا في داره في بيروت أطلق عليه اسم: "25 عامًا من طوني ورد... 70 عامًا من الإرث" في إشارة إلى 25 عامًا على انطلاقه في مهنة التصميم و70 عامًا على افتتاح أتيلييه والده إيلي ورد.