لكل قصة نجاح نقطة انطلاق وذكرى جميلة تُشكّل ملامح المستقبل. بالنسبة لجيمي معلوف، بدأت رحلتها من مصنع الأقمشة الخاص بوالدها، حيث ترسخ شغفها بعالم الأقمشة وتصميم الأزياء.
أسست علامتها التجارية في باريس عام 2000، وسرعان ما اكتسبت شهرة عالمية، حيث نجحت في عرض تشكيلاتها الأنيقة في أبرز عواصم الموضة.
تشتهر معلوف بابتكار فساتين السهرة والزفاف الفاخرة التي تجمع بين الحرفية العالية والأناقة الأنثوية الراقية.
لنتعمق أكثر في عالمها الإبداعي، ومسيرة نجاحها، ومشاريعها المستقبلية، أجرينا مقابلة مع المصممة لنستقبل العام الجديد بإلهام مستمر وقصة نجاح ملهمة.
عن البداية والصعوبات
كيف تصفين مسيرتك المهنية منذ البداية وحتى اليوم؟
لقد كانت رحلة مليئة بالإثارة والتحديات! اكتشفت شغفي بعالم الأقمشة منذ صغري من خلال زياراتي لمصنع الأقمشة الخاص بوالدي، حيث نشأت لدي علاقة خاصة مع هذا المجال. في عام 1996، قررت إطلاق علامتي التجارية الخاصة، وقدمت مفهوم "Couture à Porter" الذي جعل إطلالات السجادة الحمراء متاحة في الحياة اليومية.
في عام 2000، قدمت أول مجموعة لي في باريس، وبعدها أطلقت مجموعتي "Edition Gemy Maalouf" و "Gemy Maalouf Bridal" لتلبية احتياجات النساء اللواتي يبحثن عن فساتين سهرة فريدة وأنيقة.
خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020، أطلقنا منصتنا الإلكترونية لتوفير وسيلة تواصل مباشرة مع عملائنا. وفي الآونة الأخيرة، افتتحنا "بوتيك" في دبي.
كانت هذه الرحلة طويلة ومليئة بالتحديات والفرص؛ ما جعلها تجربة ديناميكية ومثيرة غنية بالتطورات المستمرة.
أخبرينا عن الصعوبات التي واجهتك في رحلتك؟
تقديم المفاهيم الجديدة دائمًا يرافقه تحديات، حيث إن قبولها وتبنّيها يتطلب وقتًا وصبرًا. الفشل، بطبيعته، يشكل جزءًا لا يتجزأ من عملية النمو والتطور. عالم الموضة، بطابعه الديناميكي، يتغير بسرعة مذهلة؛ ما يجعل البقاء مواكبًا للاتجاهات والحفاظ على الصلة بها مهمة تتطلب جهدًا مستمرًا. ومع ذلك، فإن هذا التحدي بالتحديد هو ما يجعل هذا المجال مميزًا ومثيرًا بالنسبة لي. إنه عالم لا يعرف الملل، مليء بالتجديد والإبداع.
الذكريات ومصادر الوحي
ما أجمل ذكرى متعلقة بعالم الموضة من طفولتك؟
زيارة مصنع الأقمشة الخاص بوالدي تظل من أروع ذكرياتي. كان لدي شغف خاص لاكتشاف عالم الأقمشة، حيث كنت أستمتع بلمسها، الإحساس بخاماتها المختلفة، ومتابعة أحدث الصيحات في هذا المجال.
تلك التجربة أسهمت بشكل كبير في تشكيل شغفي بالتصميم واستكشاف المواد الجديدة. لقد كانت الأساس الذي بنيت عليه كل ما أبدعه وأقدمه اليوم.
ما الذي يشكل مصدر وحي لكِ عند التصميم اليوم؟
أستمد إلهامي من إمكانيات كل موسم، خاصة من الأقمشة والقوامات التي تحمل طابعًا فريدًا. السفر، ومراقبة الناس، واكتشاف أماكن جديدة، وتجربة نكهات مبتكرة، جميعها تجدد أفكاري وتغذي إبداعي.
اقترب من كل مجموعة بشغف عميق، وأسعى لدمج روح شبابية مفعمة بالحيوية مع تصاميم تتميز بالأناقة والراحة والخفة، مع التأكيد أن تكون قابلة للارتداء بسهولة، وتناسب مختلف الأوقات.
عن تصميم الأزياء والمجموعة الجديدة
لماذا اخترتِ أن تكوني موجودة ضمن متجر خاص بكِ في دبي؟
بعد إطلاق متجرنا الإلكتروني في عام 2020، شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب على فساتيننا، لا سيما من دول الخليج. ومن هنا، جاء افتتاح بوتيكنا في دبي كخطوة طبيعية لتعزيز التواصل المباشر مع زبائننا.
تتميز دبي، كونها وجهة عالمية، بجمهور متنوع الثقافات، وتوفر بيئة مثالية لخلق تجربة تسوق فريدة ومتميزة، تجمع بين الإبداع والرفاهية في أجواء حميمية تعكس هويتنا.
أخبرينا عن مجموعتك لخريف وشتاء 2025، وما الذي تخططين له لصيف 2025؟
مجموعة خريف-شتاء 2025، تحت عنوان “The Grand Reveal”، تستلهم من فخامة وروعة الباروكية. تتميز المجموعة بتفاصيل معقدة وأقمشة غنية، مع لوحة ألوان متنوعة تشمل الأسود، والرمادي، والوردي الناعم، والألوان الهادئة، لتقديم جمالية تمزج بين الأناقة الكلاسيكية والحداثة بلمسة ساحرة.
أما مجموعة صيف 2025، فتأخذنا إلى عالم “Wonderland”، عالم خيالي ينبض بالألوان والحياة، مستوحى من مغامرات أليس. تظهر الألوان الزاهية كالبرتقالي، الأزرق، الوردي، والبنفسجي في أبهى صورها، من خلال استخدام تطبيقات الأزهار ثلاثية الأبعاد، طباعة الليزر السريالية، والتطريزات المعقدة.
تجسد المجموعة خيالًا بلا حدود وتحولًا مستمرًا في عالم التصميم.
ما أكثر أنواع الأقمشة التي تفضلين استخدامها في تصاميمك؟
أعشق العمل على الأقمشة المثيرة للاهتمام، فهي تثير شغفي، وتدفعني لاكتشاف آفاق جديدة في التصميم. كل تجربة مع خامة جديدة تمنحني فرصة لاكتشاف آفاقٍ مبتكرة.
حيث أستمتع بفهم كيفية التفاعل معها والبحث عن أساليب مبتكرة لدمجها في تصاميمي. التحدي الأكبر الذي يلهمني يكمن في إيجاد الطريقة المثلى لجعل هذه الأقمشة تنسجم مع بعضها لتكوين إطلالة متكاملة وأنيقة.
كل قماش يحمل في تفاصيله قصة فريدة وإمكانات لا حدود لها، وأنا أجد متعة حقيقية في استكشاف أعماقها لابتكار شيء استثنائي ومميز.
من النجمة التي تحبين أن تعتمد تصاميمك؟
بدلاً من التركيز على شخص محدد، أستمد إلهامي من الأفراد الذين يمتلكون رؤى فريدة، ويمارسون صدقًا جريئًا في التعبير عن أنفسهم. أنا معجبة بتلك الأرواح التي تتحدى المألوف وتحتفل بتفردها، حيث تصبح قدرتهم على تجسيد هويتهم الأصيلة مصدر إلهام حقيقي لي، يدفعني لاستكشاف جوانب جديدة من الإبداع والتميز.
من المصمم العالمي الذي يشكل مصدر إلهام لكِ؟
استلهم من أعمال العديد من المصممين الذين يضيفون لمسات فريدة لعالم الموضة. كل منهم يعكس رؤيته الخاصة، وأنا أقدّر تنوع أعمالهم وجمالها الذي يثري هذا المجال.
نصيحتك للمصممين الناشئين
لا تخشَ أن تكون على طبيعتك، وأن تبرز تفردك. الموضة ليست مجرد التزام بالقواعد أو تقليد الآخرين؛ بل هي فن ابتكار طريقك الخاص والاحتفاء بما يجعلك فريدًا.
رحلتك ستكون مليئة بالتحديات والفرص، لكن تلك اللحظات الصعبة والمميزة هي التي تشكل نجاحك، وتمنحه طابعًا استثنائيًّا وشخصيًّا يعبر عنك.
أحلام وأهداف العام 2025
ما الحلم الذي لم تحققيه بعد؟
أن أخلق عالماً تشعر فيه كل امرأة، بغض النظر عن هويتها أو موطنها، بالجمال والثقة من خلال تصاميمي. أحلم أن أرى إبداعاتي تنبض بالحياة على أجساد نساء من مختلف الثقافات، حيث تعكس كل قطعة أسلوبهن الفريد، وتجمعهن في الوقت ذاته بلغة الموضة العالمية. هذا الطموح يشكل الدافع الأساس لاستمراري في النمو والتطور، سعيًا وراء الإبداع المتجدد والتميز المستمر.
مقولتك المفضلة في الحياة؟
"أن نعيش بخفة، بلا قيود، ودون خوف." أؤمن بتصميم الأزياء بروح تمزج بين الخفة والحرية، مبتكرًا قطعًا تعزز شعور النساء بالقوة، وتساعدهن على تجاوز الحواجز واحتضان تفردهن. بالنسبة لي، يكمن معنى الحياة في القدرة على الارتقاء فوق التحديات، واكتشاف الجمال في البسيطة، والتنقل في هذا العالم برشاقة وسهولة.
ما أهدافك للعام 2025؟
ينصب تركيزي على جعل بوتيكنا في دبي مركزًا حيويًّا للنشاطات والعلاقات المتميزة. أطمح إلى تعزيز حضورنا في دول الخليج من خلال افتتاح المزيد من المتاجر، مع التطلع لاحقًا للتوسع في العواصم العالمية الكبرى. الهدف هو أن نكون أقرب لعملائنا، ونلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.
