نادين قانصو... قصة نجاح بحروف عربية

أرشيف فوشيا
شارلين الديك
16 يناير 2024,8:00 ص

كتبت قصة نجاحها بحروف عربية من الذهب والألماس، نادين قانصو، مصممة المجوهرات اللبنانية المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هي من أوائل المصممين المعاصرين الذين أعادوا الخط العربي إلى عالم تصميم المجوهرات بطريقة جميلة وحرفية عالية، لتتناسب مع جميع الأجيال والأذواق.

تجمع التصاميم الفنية التي تقدمها علامتها "بلعربي" Bilarabi بين الأسلوب التقليدي والعصري، في الوقت عينه، ويجذب أسلوبها الخاص محبي المجوهرات والحروف العربية التي تعكس هويتنا العربية أينما ذهبنا.

ولنتعرف أكثر على شخصية المصممة أجرينا هذه المقابلة، وتعرفنا من خلالها على جانبيها العملي والإنساني. 



بدأت مسيرتكِ المهنية عام 2006، كيف تصفين هذه الرحلة؟

كان عام 2006 صعباً بالنسبة لنا كلبنانيين، ولكن ذلك شكل نقطة إنطلاق بالنسبة لي لأبدأ بشيء عن اللغة والهوية العربية. عملت لفترة وجيزة في مجال التصوير، وشكلت مشاركتي بمعرض في متحف V&A في لندن، حيث قدمت أعمالي تحت اسم "مين أنا"، مصدر وحيٍ بالنسبة لي، وبدأت أفكر كيف سأنشر هويتي وثقافتي العربية التي أفتخر بها. بعد كل الأحداث التي كانت تدور في العالم شعرت أن هويتنا العربية تتضرر.

وبما أنني كنت أوَّل مَن قدم هذه الفكرة خلال ذلك الوقت كان التفاعل والإقبال جيدين. نالت التصاميم الحب والإعجاب، ولكن الصعب هو كيف ستستمرين خلال 18 عاماً. اسم العلامة "بلعربي" وهذا ما سأقدمه، يمكن بعد عام أو عامين أن نقدم شيئاً مختلفاً ونتطور لنصل إلى أماكن مختلفة، كابتكارات وليس كعمل فقط. الرحلة كانت جيدة لقد شكلت مصدر وحي لعدد كبير من الناس الذين استوحوا من تصاميمي أو قدموا أشياء تشبهها، وطالما هناك حضور للغة العربية التي نتحدثها سأكون دائماً سعيدة.



كيف تصفين علاقتكِ باللغة العربية؟ وهل كنتِ تحبينها منذ الصغر؟

كنت أحب اللغة العربية منذ الصغر، ولكن لا أستطيع أن أقول إنني كنت من المتفوقين في الصف أو إن لغتي العربية هي الأفضل، طبعًا لا. ولكن أنا من بيت يعتبر أن الهوية العربية مهمة جداً، وهذا ما دفعني بعد كل الأحداث أن أقول إنه عليَّ أن أقوم بشيء، وطريقتي كانت فنية.

هل يعتبر العمل بالأحرف العربية أصعب من باقي اللغات؟

لا ليس أصعب، ولكنْ طبعاً هناك قيود معينة. أحب العمل على أشكال الكلمات إن كان في الجامعة أو الآن، في اللغة الإنجليزية أو العربية كنت أبرع في هذا المجال. لدي نظرة معينة ومختلفة، إحساس بالفن وكيفية نظرتكِ للأشياء وهذا ما يميزكِ لتكوني ناجحة وتتميزي عن باقي الأشخاص. وهذا يعود إلى هويتك التي تنتقل إلى علامتكِ التجارية.



ما مجموعتك المفضلة من "بلعربي"؟

لكل قطعة قصة معينة، تأتي هذه المجموعات التي أبتكرها من أشياء تعني لي، لذلك أحبها جميعها. ولكن إذا أردت أن أذكر مجموعة قمت من خلالها بتغيير نوعي، فأقول "هوى" التي تتميز بحجارتها وجمالها. كما قدمت قطعاً مشغولة بطرق مختلفة، حيث لم يظهر الحرف بطريقة واضحة وبارزة، حتى إذا كنتِ تعرفين اللغة ستنظرين إلى القطعة ولن ترَين الحرف العربي، هناك تجريد للحرف لنقدمه بحرفية ومستوى عاليين بطريقة جميلة جداً.



كيف تختارين الأحجار الكريمة وهل تعملين لإدخال مفهوم الاستدامة إلى "بلعربي"؟

أختار الأحجار الكريمة حسب التصميم، وهناك أحجار كريمة أحبها كالزمرد، ولكننا لا نعمل كثيراً عليها. أحب الألوان الفاتحة، فنعمل على الاميتيست البنفسجي والسترين الأصفر أو التوباز الفاتح، هذه الألوان التي أستخدمها دائماً. لم أكن أحب أن أعمل باللؤلؤ، ولكن الآن بعد 18 عاماً رأيت أن اللؤلؤ جميل وهنا في المنطقة يقدرونه، الاحتمالات دائماً مفتوحة. نعمل مع مصادر تؤّمن الأحجار الطبيعية منذ بدايتنا، وبرأيي انه عندما نشتري قطعة من الذهب ذات قيمة غالباً ما ستبقى لديكِ وترتدينها بعد 10 سنوات. وبهذه الطريقة تكون المجوهرات مستدامة. 



نلت مؤخراً جائزة أفضل قطعة مجوهرات ذات تصميم شرقي خلال حفل توزيع "جوائز العام للشرق الأوسط للساعات والمجوهرات" ماذا تعني لك هذه الجائزة والجوائز بشكل عام؟

نلت هذه الجائزة على مجموعة "هوى" طبعاً أفتخر بهذه الجوائز، خاصة عندما أكون جنباً إلى جنب مع علامات تجارية عالمية مثل شوبارد وشوميه وغيرها. هذا مهم بالنسبة لنا كمصممي مجوهرات في العالم العربي، كي نظهر للعالم قدراتنا. ولكن الربح ليس هدفي، لا أذهب إلى هذه الأماكن كي أفوز، بل لأكون بين هؤلاء الناس وكي ينتشر عملي إلى العالم في الغرب.




تعاونت العام المنصرم مع Guerlain، حدثينا عن المزيد عن هذه التجربة وما الذي يشجعكِ عادةً على المضي في تعاونٍ مع أي براند عالمية؟

غالباً تأتي العلامات التجارية الكبيرة إلينا، يقدّرون موهبتكِ والخبرة الطويلة التي تتمتعين بها، طبعاً تتعلمين الكثير خلال التعاون، وتتعرفين على طريقة عمل هذه العلامات التجارية العالمية، وهذا ما يضع مصممة مثلي على مستوى عالمي.

عملت مع Guerlain على قارورة Bee Bottle بمناسبة عيد الدار الـ170. كان مشروعاً كبيراً ومميزاً فهذه القارورة ستبقى في أرشيف غيرلان، من المهم أن تصلي لتكوني في أرشيف علامة عالمية كغيرلان.

التصميم كان جميلاً والعمل معهم مميز، وقد ابتكروا عطراً خاصاً لهذه المناسبة والقارورة.

وأنا الآن أعمل على تعاون جديد مع علامة تجارية خاصة بالرجال تابعة لشركة LVMH.

عندما تأتي علامة تجارية ترغب بأن تقوم بتعاون معي، أفكر ما إذا كانت تتناسب أهدافها مع أهدافي وهويتي وأفكاري. 

أخبرينا عن مشاريعكِ المستقبلية وهل تقومين الآن بتصميم مجموعة جديدة؟

افتتحنا العام الماضي محلاً خاصاً في That concept store في دبي، ونتمنى أن نتوسع أكثر هذا العام. بدأنا في الكويت وفي السعودية، وستكون المرة الأولى التي نشترك فيها في معرض الدوحة للمجوهرات والساعات وهذه خطوة مهمة بالنسبة لنا. أما بالنسبة للمجموعات، فسأقدم هذا العام مجموعة جديدة بعد فترة من التركيز على المشاريع المختلفة.



ما صفات سيدة الأعمال الناجحة؟

المثابرة وحبها للعمل الذي تقوم به.

ما شعاركِ في الحياة؟

Live and let live أي "عش كما تريد واترك الآخرين يعيشوا".

أخبار ذات صلة

مجوهرات فريدة بتوقيع عربي

google-banner
foochia-logo