انطلقت المصممة أشيمة رزاق، المؤسسة والمديرة الإبداعية لعلامة ASHAALIA، في رحلة تصميم الأزياء باحثةً عن طريقةٍ تحافظ بها على التراث، ولكن بأسلوب جديد يُواكب العصر.
هكذا وُلدت ASHAALIA، العلامة التي أرادت من خلالها أن تروي القصص، حيث يلتقي الساري والكورتا واللانجا بالتفاصيل العصرية، في مزيجٍ يجمع بين الأناقة التقليدية والرؤية الحديثة، الممزوجة بالحرفية الشرقية والأناقة الأوروبية.
في هذا اللقاء، تحدّثنا أشيمة عن بداياتها، والتحديات التي واجهتها، وكيف استطاعت أن تصنع من ASHAALIA علامةً تُحاكي الحنين إلى الماضي بروح المستقبل.
ما الذي ألهمكِ لتأسيس علامة ASHAALIA؟
نشأت فكرة ASHAALIA في عام 2016 استجابةً لوجود فجوة في السوق للملابس المصممة يدويًا بدقة، والتي يمكن أن تصبح إرثًا ينتقل عبر الأجيال.
استلهمت الفكرة من الأزياء التقليدية مثل الساري والكورتا واللانجا، التي تحمل قيمة عاطفية عميقة، لكنها نادرًا ما تُرتدى بعد المناسبات الخاصة.
تخيلت نهجًا حديثًا للحفاظ على هذا التراث، كما أن تجربتي الشخصية في الزواج بين الثقافات كانت دافعًا لتصميم قطع تمزج بين التقليد والحداثة، ما يتيح نقل الحرف اليدوية والقصص عبر الأجيال.
كيف تعكس تصاميم العلامة تراثكِ العائلي الممتد من الهند، باكستان، والبنجاب؟
تحتفي تصاميم ASHAALIA بفن الحرف اليدوية الهندية، لا سيما التطريز الدقيق المعروف باسم "كاريغاري"، وهو إرث تناقلته الأجيال من خلال دمج هذا التراث مع التصاميم الغربية الحديثة، تبتكر العلامة قطعًا خالدة تمزج بين الجذور الثقافية والذوق العالمي، ما يعكس التأثيرات الغنية لتراثي الممتد من الهند، وباكستان، والبنجاب.
ما أكبر التحديات التي واجهتكِ خلال رحلتكِ في بناء العلامة؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
واجهت ASHAALIA، كعلامة ناشئة، تحديات متعددة الأبعاد بعد جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية، فقد أثرت هذه الظروف على أولويات المستهلكين، ما أدى إلى تراجع الإنفاق على السلع الكمالية.
لمواجهة هذا التغيير، حرصنا على مواءمة تصاميمنا مع قيم عملائنا، مع التركيز على الاستدامة واحترام التراث الثقافي. صممنا قطعًا تدوم طويلًا، لتناسب أجيالًا متعددة، واستثمرنا في منصة تجارة إلكترونية قوية، بالإضافة إلى تعزيز التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا اخترتِ دبي كمقر رئيس؟
تُعد دبي بوابة العالم، حيث تلتقي الثقافات والأفكار والابتكارات بشكل متناغم، فهي مدينة تجمع بين الحداثة والتراث، ما يتماشى مع فلسفة ASHAALIA التي تدمج التصميم الحديث بالاحترام الثقافي.
كيف تصفين أسلوب تصميمك؟
تجمع ASHAALIA بين الأناقة الثقافية والحداثة، مع التركيز على السرد القصصي والحرف اليدوية.
ما التقنيات التقليدية التي تستخدمينها في تصاميمك وتعتبرينها فريدة؟
"كاريغاري" هو جوهر هوية ASHAALIA، إذ تعني الكلمة "الحرف اليدوية" أو "العمل الفني"، وهي تجسيد للمهارة والدقة في ابتكار منتجات يدوية باستخدام تقنيات تقليدية تناقلتها الأجيال، من بين هذه التقنيات "زردوزي"، وهو تطريز فاخر بالخيوط الذهبية والفضية، و"بانداني"، وهو أسلوب تقليدي لصبغ القماش.
حدثينا عن آخر مجموعاتكِ، من مصدر الوحي إلى الأقمشة والتصاميم.
تعتمد تصاميم ASHAALIA على السرد القصصي، حيث تحمل كل مجموعة طابعًا فريدًا مستوحى من عناصر ذات معنى عميق، فمجموعة "سيتارا" مستوحاة من النجوم، بينما تعكس مجموعة "نرجس" جمال وقوة زهرة النرجس، أما مجموعة "ريحانة" فتجمع بين الفخامة والتقاليد.
ماذا تعني لكِ الاستدامة؟
تعني الاستدامة بالنسبة لي تصميم قطع عالية الجودة تدوم طويلاً، مع تقليل الهدر وتعزيز الاستهلاك الواعي، في ASHAALIA، نعتمد فلسفة "الملابس الجيلية"، ما يضمن أن تكون تصاميمنا خالدة ومحبوبة عبر الأجيال.
كيف توازنين بين الفخامة والاستدامة؟
من خلال الإنتاج المحدود ودعم الحرفيين، مع التركيز على الجودة والتصاميم التي تتجاوز صيحات الموضة.
متى شعرتِ أنك بدأتِ تحقيق أحلامك؟
شعرت بذلك عندما لاحظت تفاعل الناس مع تصاميمي وتقديرهم للقصص وراءها.
ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين الشباب؟
لا تخافي من الفشل وكوني صبورة، فالتصميم رحلة مليئة بالتعلم والتجارب.
أي شخصية مشهورة تتمنين أن ترتدي من تصاميمك؟
ريهانا وزيندايا، لقدرتهما على المزج بين الجرأة والأسلوب الفريد.
ما الحلم الذي لم تحققيه بعد؟
جعل ASHAALIA علامة عالمية مرادفة للجودة العالية والحرفية الاستثنائية.
ما شعاركِ المفضل في الحياة؟
قال المهاتما غاندي "من السهل أن تقف وسط الحشود، ولكن يتطلب الأمر شجاعة للوقوف وحدك".