تقع جزيرة ديفون في المناطق الشمالية من كندا، بالقرب من جرينلاند. هذه الجزيرة النائية وغير المأهولة بالسكان تُعتبر واحدة من أكثر الأماكن وعورةً وبرودةً على وجه الأرض.
ويُعتقد أنها أقرب منظر طبيعي على الأرض يُحاكي بيئة المريخ. تتميز بمناخ بارد جدًا، وأرض مغبرة، ونقص شبه كامل في الحياة النباتية.
صور الجزيرة تبدو متطابقة تقريبًا مع تلك التي أرسلتها مركبة بيرسيفيرانس من المريخ في فبراير 2021. كالمريخ، تحتوي الجزيرة على حفرة كبيرة وأراضٍ متجمدة تذوب وتعاود التجمد بشكل دوري، بالإضافة إلى وادٍ على شكل حرف V يُعرف بوادي رواد الفضاء.
تقدم الجزيرة بيئة طبيعية مشابهة بشكل مدهش لسطح المريخ، ما يجعلها وجهة مثالية لدراسة التضاريس والكائنات المستقبلية للمستكشفين والمغامرين.
منذ عام 1997، تجتمع فرق من العلماء سنويًا في جزيرة ديفون خلال فصل الصيف لاختبار معدات الفضاء.
هذه التجهيزات تشمل الروبوتات، البدلات الفضائية، والمركبات المصممة للتعامل مع الظروف القاسية للكوكب الأحمر. كما تحتوي الجزيرة على محطة أبحاث تحاكي بشكل كبير المحطة التي يأمل العلماء في إنشائها على المريخ.
تم تسجيل الرحلة الاستكشافية عبر جزيرة ديفون في فيلم وثائقي يسمى Passage to Mars.
يشدد العلماء وفق موقع unusualplaces، على ضرورة تجربة الظروف القاسية في جزيرة ديفون قبل اتخاذ مثل هذا القرار.
فالجزيرة تقدم لمحة واقعية عن التحديات التي قد يواجهها البشر على الكوكب الأحمر.
جزيرة ديفون ليست وجهة سياحية تقليدية، نظرًا لكونها منطقة نائية جدًا وظروفها الطبيعية قاسية للغاية.
كما أنها مخصصة بشكل رئيس للبحث العلمي والتجارب المتعلقة بمحاكاة الحياة على المريخ. لا توجد بنية تحتية للسياحة مثل الفنادق أو المطاعم، وغالبًا ما تتطلب زيارتها تجهيزات خاصة وموافقة من فرق البحث.
ومع ذلك، إذا كان لديك اهتمام خاص بالمشاركة في بعثات علمية أو رحلات استكشافية، فقد يكون من الممكن التعاون مع المنظمات التي تعمل هناك. لكن ليس كوجهة سياحية عادية.
جزيرة ديفون ليست مجرد وجهة جغرافية نائية، بل هي مختبر طبيعي يقدم فرصًا فريدة لتجهيز العلماء والمعدات لمهام استكشاف المريخ.
الظروف القاسية في الجزيرة تُعد اختبارًا حقيقيًا لطموحات البشر في مغادرة الأرض نحو الكوكب الأحمر.