يحاول الروائي العراقي علي لفته سعيد، في روايته "سؤال النار"، الصادرة عن دار "إسكرايب للنشر والتوزيع" في مصر، الوصول إلى جواب للسؤال الذي يطرحه في عنوان الرواية، مستدلاً على أحداث تاريخية متشابهة حدثت في وطنه، منذ حقبة جلجامش وحتى الوقت الراهن.
يشارك الروائي العراقي علي لفته سعيد، بروايته "سؤال النار" في "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، الذي سيقام بدورته السادسة والخمسين، خلال الفترة ما بين 23 يناير/ كانون الثاني و5 فبراير/شباط 2025، في مركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس.
تأتي رواية "سؤال النار" للروائي علي لفته سعيد، بعد 15 رواية سابقة، وست مجموعات شعرية، وثمانية كتب نقدية، ومسرحيتين، ما يجعله مؤهلاً للبحث عن إجابة السؤال الذي تحمله روايته، التي تجيء في 247 صفحة من القطع المتوسط، وتجمع بين البُعدين الاجتماعي والسياسي، إذ تقوم حبكتها على صراع فكري عميق. وأسلوب الكتابة يعكس تضاد الأفكار للوصول إلى جوهر الحقيقة الحياتية. وتؤكد الرواية على وقوع الأحداث كما وردت في الكتب التاريخية، لكنها تسلّط الضوء على إشكالية صدق نقلها وتحليلها.
وتدور أحداث رواية "سؤال النار"، حول شاب خرّيج قسم التاريخ، يعمل بائعًا للكتب التاريخية في شارع المتنبّي وسط بغداد. والده ووالدته، وكذلك زوجته، جميعهم من خرّيجي قسم التاريخ. تتعقّد حياة الشاب بعد أن يتعرض والده للقتل إثر انفجار سيارة مفخخة في شارع المتنبي، فينطلق سؤال وجودي في ذهنه: لماذا القتل؟ هذا السؤال يتشعّب إلى أسئلة عديدة يحاول الإجابة عنها من خلال العودة إلى التاريخ.
وتأخذ الرواية منحىً فانتازيًّا، إذ يتحوّل التاريخ إلى شخصية بشرية يجري معها الشاب حوارًا عميقًا في أثناء جلوسه أمام مكتبة والده. وتتصاعد الأحداث ليخرج الاثنان -الشاب والتاريخ- من إطار البيت إلى شوارع العاصمة بغداد وأزقتها، حيث يتناقشان في قضايا جوهرية.
ويحاول سعيد في الرواية، كشف المسكوت عنه في التاريخ، بدءًا من حقبة جلجامش وحتى الزمن الراهن، حيث يُستدعى التاريخ بحسب كل حقبة زمنية يناقشها البطل. والشاب يبدأ باتهام التاريخ بأنه المسؤول عن المآسي التي وقعت، بينما يدافع التاريخ عن نفسه موضحًا أن مشكلته ليست في توثيق الأحداث، بل في تفسيرها وتحليلها.