تتحضر القاهرة لافتتاح الحدث الثقافي الأبرز "معرض القاهرة الدولي للكتاب" بتاريخ 24 يناير، والذي يسبقه هذا الزخم المصحوب بكثير من المظاهر الاحتفالية بالكتاب والكاتب، وبكل التاريخ الذي احتضن هذا الحراك الفكري المؤثر عبر 55 دورة للمعرض، منذ انطلاقته الأولى عام 1969.
ويُعد "معرض القاهرة الدولي للكتاب" من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتُبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. ويزوره حوالي مليوني شخص سنوياً.
حكاية الانطلاق
بدأ في عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب. وهذا كان السبب وراء الاحتفال بالقلماوي في دورة 2008 باعتبارها شخصية العام.
وخلال البحث عن المزيد من التفاصيل، نجد أن فكرة إقامة المعرض تعود إلى الفنان عبدالسلام الشريف الذي اقترح على عكاشة إنشاء ملتقى ثقافي كمعرض الكتاب، فقام الأخير بالاتصال بسوق الكتاب الدولي المعروف في ليبزيج بألمانيا، كما أرسل إسلام شلبي بصفته مندوب وزارة الثقافة، وذلك للتمهيد لإنشاء معرض على غرار سوق الكتاب في ليبزيج، بنسخة عربية، ليتم تكليف الدكتورة سهير القلماوي للإشراف على الدورة الأولى للمعرض.
وهكذا تم افتتاح الدورة الأولى للمعرض مساء 22 يناير عام 1969، على أرض المعارض في الجزيرة، وذلك في إطار الاحتفال بمرور 1000 عام على مدينة القاهرة، واستمر المعرض ثمانية أيام.
لم يكتفِ المعرض خلال دوراته التسع الأولى بأن يكون منفذا لبيع الكتب فحسب، ففي عام 1978 تحول إلى ملتقى أدبي، حيث عُقِدت حلقات دراسية على هامش المعرض، تميزت بمناقشات موضوعية حول عدة قضايا، كالأطفال والأسرة، واستمر انعقاد المعرض في يناير من كل عام، ولم يتوقف إلا في عام 2011؛ بسبب أحداث ثورة 25 يناير، كما تم تأجيله مرة واحدة عام 2021، ليقام في يوليو بدلاً من يناير، بسبب فيروس كورونا.
يذكر أن الدورة 55 من المعرض تقام في 24 يناير إلى 6 فبراير، وقد تم اختيار عالم المصريات سليم حسن شخصية العام في المعرض، والكاتب والصحفي يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل، بصفته واحداً من رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي.