يعد الفنان التشكيلي والنحات الإماراتي عبد الرحيم سالم، واحدًا من المؤسسين والمؤثرين بالمشهد الفني على أرض الإمارات، بأسلوبه الحركي الساحر، وفي حواره مع موقع "فوشيا" يكشف عن تفاصيل أسطورة "المهيرة" بطلة معرضه الأخير في "غاليري عائشة العبار" بدبي.
الإجادة في العمل
عن مرسمه الحالي، يقول سالم: انتقلت قبل سنوات من مرسمي المعروف في الشارقة "بيت الشامسي"، إلى هذا المرسم، الذي قررت أن يحتضن كل ما أحب، فهو متنفسي الجميل، وفيه كل ما يخصني من ألوان وكتب وتلفاز إذ أحب أن أقضي وقتي هنا وأشاهد البرامج التي أحب أيضاً.
عن ازدحام المرسم، وضيق مساحة العمل فيه، يقول سالم: عندما يكون حجم العمل الذي أرسمه معقولاً، أنفذه عند المدخل، أما بالنسبة للأعمال كبيرة الحجم، والتي أفضلها عادة، فأمارسها في الفناء الخارجي. ويضيف: لست أعير أهمية للمساحة عادة، الإجادة في العمل هي التي تهمني.
أسلوب يعتمد الحركة
عن الطابع الحركي الذي يوحي بسباقه مع الزمن في معظم أعماله، يوضح سالم: أسلوبي يعتمد على الحركة والانفعال في التكوينات التي أؤديها، إنها فكرة الضوء والحركة التي أطلقها آينشتاين، والتي تبناها الفنانون المستقبليون في فرنسا وإيطاليا، فالصورة ليست مهزوزة هنا، الأمر يتعلق بسرعة الضوء وفتحة العدسة، وأنا أحاول التقاط هذا الإيحاء الحركي، لهذا أجد راحتي في الأعمال الكبيرة، أما الأعمال الصغيرة فهي تقيدني.
وعن علاقته المميزة باللون الأسود، ذاك الذي التصق لوقت طويل بتجربته الفنية، يبين: كثيرون يعتقدون أن اللون الأسود يرتبط بالحزن، وهذا غير صحيح، إنه لون محايد، يتحرك بالألوان بحرية، ويمنح اللون الآخر قوة ونوعًا من الحركة، عكس اللون الأبيض الذي يعطي ركوداً للون الآخر.
أسطورة "المهيرة"
عن أسطورة "المهيرة" التي عنونت معرضه الأخير في "غاليري عائشة العبار"، يشير سالم إلى أن "المهيرة" هي شخصية لامرأة حقيقية كانت تعيش في الشارقة وتوفيت في خمسينيات القرن الماضي، ويوضح: منذ أوائل التسعينيات اخترت هذه المرأة لتكون الشاهد في أعمالي، بحضورها الرمزي، وقصتها المؤثرة، فهي امرأة عادية يحكى أن رجلاً كان يتقرب منها وترفضه، فسحرها لينتقم منها، وفقدت عقلها، والأقسى أنها ماتت بطريقة تراجيدية محترقة بالنار، ربما لهذا ثمة شيء روحاني يربطني بهذه المرأة والظلم الذي تعرضت له، تركت بداخلي نوعًا من الألم ولهذا بقيت حاضرة في عملي أياً كان الموضوع، فهي الشاهد دوماً، الهلال الذي يطل من السماء ويرى ما يحدث، تماماً مثل حنظلة في أعمال ناجي العلي، مهما تغيرت المواضيع يبقى هو الثابت الوحيد في اللوحة.