على مدار أسبوع كامل، تحولت القاهرة إلى مركز عالمي لفن الكاريكاتير، إذ اختتمت الخميس فعاليات الملتقى الدولي الثامن للكاريكاتير، الذي نظمه قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير.
الملتقى الذي جمع عشرات من فناني الكاريكاتير من مصر ومختلف دول العالم، لم يكن مجرد معرض فني، بل كان احتفالًا بصوت ضاحك لا يُنسى في تاريخ الكوميديا: الفنان الكبير الراحل سمير غانم.
في هذا الملتقى الفريد، كان محور الاهتمام هو تكريم مسيرة سمير غانم الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، وهو الرجل الذي أضحك الملايين بأسلوبه الفريد، وترك بصمة لا تُمحى في عالم الكوميديا، اختير غانم ليكون موضوع الملتقى في دورته الثامنة، وهو اختيار لم يكن عشوائيًّا، بل جاء تقديرًا لقيمة فنية استثنائية أضفت البهجة والسعادة على قلوب جماهير عريضة في مصر والوطن العربي.
تميز الملتقى بعرض ما يزيد على 150 بورتريه كاريكاتيري، رسمها فنانون من مختلف دول العالم، من بين المشاركين، برزت أسماء كبيرة في عالم الكاريكاتير، مثل الرسام الروسي زاكير ساجيتوف، وميخائيل تشيرنشيف، وبافل ماركوفيتش، ويوري كوساريف.
ما يميز هذا الملتقى ليس فقط التجمع العالمي لفناني الكاريكاتير، بل الرسالة العميقة التي حملها كل بورتريه معروض، فقد استطاع هؤلاء الفنانون أن يقدموا من خلال رسوماتهم ليس فقط صورة بصرية لسمير غانم، بل رسالة حب ووفاء لرجل أعطى الكوميديا العربية نكهة خاصة.
من الملامح البارزة في هذا الملتقى، كانت المشاركة الروسية اللافتة، إذ أضافت لمسة فنية خاصة تعكس التقدير العالمي لشخصية سمير غانم، قدم الرسامون الروس المشاركون، مثل زاكير ساجيتوف وميخائيل تشيرنشيف، لوحات تميزت بالدقة والابتكار، وجمعت بين الفن الساخر والتقدير العميق لشخصية غانم.
لم يكن الملتقى مجرد مناسبة لتكريم سمير غانم، بل كان أيضًا منصة للتبادل الثقافي بين مختلف الدول المشاركة، وقد قدم الفنانون رؤى مختلفة للكوميديا من خلال فن الكاريكاتير، ما أتاح للجمهور فرصة الاستمتاع بتنوع فني يعكس ثراء هذا الفن عالميًّا، وأضفى التفاعل بين الفنانين والجمهور على الملتقى طابعًا حيويًّا، إذ كانت النقاشات والحوارات الفنية جزءًا لا يتجزأ من التجربة.