لعلها من أكثر القصص إثارة في عالم الفن المعاصر، وتعود إلى عمل فني يسعى إلى جعل الرجال يشعرون بالتمييز الذي تعرضت له النساء في الماضي، لكن على طريقة الفن الحديث.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يوم الثلاثاء، أن معرضًا في متحف الفن القديم والحديث (mona) في تسمانيا بأستراليا للفنانة الأمريكية كيرشا كايتشيلي بعنوان "صالة السيدات" يقوم بتركيب حمام للسيدات في المعرض، وهذه آخر تطورات القصة التي بدأت قبل أشهر عندما تقدم رجل بشكوى ضد المتحف؛ بسبب حرمانه من دخول صالة السيدات، وتم إغلاق المعرض، الذي كان متاحًا في السابق للنساء فقط.
المعرض، الذي افتتح في العام 2020، هو عبارة عن منطقة مزينة بأناقة مع أرضيات أنيقة باللونين الأبيض والأسود وستائر مخملية خضراء، حيث تُقَدَّم المشروبات عن طريق الخدم الذكور للزائرات اللاتي يمكنهن الاطلاع على بعض الأعمال الأكثر شهرة في المجموعة. بما في ذلك سيدني نولان، وبابلو بيكاسو، وآثار من بلاد ما بين النهرين، وأمريكا الوسطى، وأفريقيا.
وكان جيسون لاو، وهو رجل من نيو ساوث ويلز، زيارة المعرض، في أبريل 2023، لكنه مُنع من الدخول، فقدم شكوى إلى المحكمة المدنية والإدارية في تسمانيا، قال فيها إن المتحف ينتهك قانون مكافحة التمييز في تسمانيا من خلال الفشل في تقديم "توفير عادل للسلع والخدمات بما يتماشى مع القانون" له وللزوار الآخرين الذين دفعوا ثمنها، حيث يسمح للنساء فقط بدخول صالة السيدات.
وقضت المحكمة، في شهر مارس الماضي، بأنه يتعين على المتحف في غضون شهر السماح للرجال بالدخول إلى المعرض. وانتهت تلك الفترة الزمنية يوم الإثنين.
لكن "Mona" استأنفت القرار، يوم الثلاثاء، مدعية أن القرار اتخذ "نظرة ضيقة للغاية حول الحرمان الاجتماعي التاريخي والمستمر الذي تعانيه المرأة" وكيف يمكن لصالة السيدات "تعزيز تكافؤ الفرص".
وفي المحكمة، قال كايتشيلي إن الطبيعة التمييزية للعرض كانت هي الهدف بالضبط. "صالة السيدات" مستوحاة من الحانات الأسترالية القديمة، والتي كان ممنوعًا على النساء دخولها حتى العام 1965. وقالت، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الغارديان: "الرجال يختبرون صالة السيدات، وتجربتهم في الرفض هي العمل الفني، حسنًا إنهم يختبرون العمل الفني بشكل مختلف عن النساء، لكن الرجال بالتأكيد يختبرون العمل الفني كما هو مقصود منه".
مرافعة راقصة
استخدمت كايتشيلي قاعة المحكمة كنوع من الامتداد للمعرض، أو على الأقل الفكرة الكامنة وراءه، عندما ظهرت مع 25 من النساء المؤيدات لفكرتها، جميعهن يرتدين بدلات زرقاء داكنة وجوارب من النايلون. قامت النساء دون صوت بأداء حركات راقصة متزامنة في تناغم تام أثناء الإجراءات. وبمجرد اختتام الإجراءات، غادرت الفرقة على أنغام أغنية روبرت بالمر "ببساطة لا تقاوم".
أعظم حمّام.. لا يسمح للرجال برؤيته
وصرحت كايتشيلي إنها تخطط "للالتفاف" على أمر المحكمة بإغلاق المعرض حتى يصبح متاحًا للجميع من خلال جعل المساحة "متوافقة" مع لوائح الدولة وتركيب حمام للنساء وكنيسة. وأوضحت: هناك حمّام رائع قادم إلى صالة السيدات، ومن هذا المنطلق، ستعمل صالة السيدات كغرفة للسيدات. إنه حمّام يحتفل به في جميع أنحاء العالم. وقالت في تقارير إعلامية أسترالية، بحسب ما نقلته بي بي سي : إنه أعظم حمّام، ولن يُسمح للرجال برؤيته.