معرض جازان للكتاب 2025 في نسخته الأولى، يُعد حدثًا ثقافيًا بارزًا يضم جميع أنواع المعرفة، حيث يجمع بين الأدباء والناشرين والمترجمين من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى محبي الكلمة واللغة، في رحلة ثقافية شيقة.
وتتنوع الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، الذي يُقام في مركز الأمير سلطان الحضاري ويستمر حتى يوم الاثنين المقبل.
افتُتح المعرض، الذي بدأ فعالياته يوم الثلاثاء الماضي، ليعرض أحدث الإصدارات الأدبية من أبرز الكتاب، وذلك في إطار مبادرة "معارض الكتاب السعودية"، إحدى المبادرات الاستراتيجية لـ"هيئة الأدب والنشر والترجمة" في السعودية.
تهدف المبادرة إلى توسيع نطاق إقامة معارض الكتاب في مختلف مناطق المملكة؛ ويتضمن المعرض أيضًا برنامجًا ثقافيًا متنوعًا يعزز من تشجيع القراءة والإبداع، مع عرض أحدث المؤلفات من دور النشر المحلية والإقليمية.
يحتفل المعرض بكونه تظاهرة ثقافية تجمع عشاق الأدب والمفردة في رحلة ممتعة، حيث يشمل فعاليات متنوعة للمشاركة في تشجيع القراءة والإبداع (هيئة الأدب والنشر والترجمة).
وقد خصص المعرض منطقة خاصة للكتب المخفضة، إضافة إلى منطقة مخصصة للأطفال، التي تقدم برامج ثقافية تهتم بالكتابة والتأليف والمسرح وصناعة الرسوم المتحركة.
ويشمل المعرض أيضًا أنشطة تفاعلية وثقافية متنوعة تناسب الأعمار جميعها، مع تركيز خاص على الأطفال والشباب. كما يشهد تقديم عروض فنية وتراثية تعكس غنى وتنوع ثقافة منطقة جازان.
يحتوي المعرض على برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 250 فعالية، من محاضرات وندوات وورش عمل يقدمها مختصون من داخل السعودية وخارجها.
هذه الفعاليات موزعة على المسرح، منطقة الطفل، ومنطقة الحرف اليدوية؛ كما يمنح المعرض الزوار فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، مما يعزز التبادل الثقافي بين المشاركين.
وفي تصريح له، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي لـ"هيئة الأدب والنشر والترجمة"، أن "معرض جازان للكتاب 2025" يعكس الجهود المبذولة من الهيئة لتعزيز الحراك الثقافي في المملكة وتحقيق أهداف رؤية 2030، عبر نشر قيم المعرفة والإبداع، وتحفيز صناعة النشر المحلية.
ويهدف المعرض أيضًا إلى تسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني لمنطقة جازان التي تشتهر بثقافتها الأصيلة وتراثها العريق.
يحتفي المعرض خلال أيامه بـ "عام الحرف اليدوية"، تعزيزًا لمكانتها كتراث ثقافي أصيل، وتوثيقًا لقصص هذه الحرف، مما يساهم في تأكيد حضورها في الحياة المعاصرة.
وقد شهد "ركن الحرفيين" في المعرض إقبالًا واسعًا من الزوار الذين استمتعوا بمشاهدة الحرف اليدوية المتميزة.
وضم الركن مجموعة من الحرفيين المهرة الذين عرضوا إبداعاتهم في مجالات متعددة تشمل النقش والحفر على الأدوات التراثية، وصناعة الخوص والخرزيات، بالإضافة إلى صناعة الفخار والخزفيات.
تأتي مشاركة الحرفيين ضمن مبادرة "عام الحرف اليدوية 2025" التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الحرف اليدوية محليًا وعالميًا باعتبارها جزءًا من الهوية الثقافية السعودية.
كما تهدف المبادرة إلى دعم الحرفيين والمصانع اليدوية، وتعزيز نقل خبراتهم للأجيال الجديدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية هذه الحرف في المجتمع من الناحية الثقافية والاقتصادية.
يعد معرض جازان للكتاب 2025 أول المعارض التي تنظمها "هيئة الأدب والنشر والترجمة" هذا العام، بعد سلسلة من المعارض الناجحة مثل "معرض المدينة المنورة" في أغسطس/آب و "معرض الرياض" في أكتوبر/تشرين الأول و "معرض جدة" في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
يُذكر أن المعرض مفتوح يوميًا للزوار من الساعة 11 صباحًا حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث يفتح من الساعة 2 ظهرًا حتى منتصف الليل.