يستعد "Refik Anadol Studios" لافتتاح أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم، في قلب مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عام 2025.
يسعى متحف "Dataland" ليكون منصة تلتقي فيها خيالات البشر بإبداعات الآلات، وقد أسسه الفنان الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي رفيق أناضول، بالتعاون مع الفنانة والباحثة إفسون أركيليك، على حين يتولى تصميمه المهندس المعماري الكندي الأمريكي فرانك جيري.
يعدُّ رفيق أناضول الذكاء الاصطناعي أداة لإبداع نوع جديد من "الصبغة الفنية"، يهدف مشروعه إلى إعادة تعريف طريقة تفاعل الناس مع الفن والتكنولوجيا والطبيعة، وفتح آفاق جديدة في عالم التعبير الفني.
يعتمد الفنان عادة على بيانات العالم الحقيقي، مثل الظروف الجوية والضوضاء وأرشيفات الصور من متحف الفن الحديث، ليستخدمها صبغةً، على حين تستعمل الشبكات العصبية - وهي تقنية في الذكاء الاصطناعي تعلّم الكمبيوتر كيفية معالجة البيانات بطريقة مشابهة لتفكير الدماغ البشري - فرشاةً لخلق أعماله.
ولطالما كانت مدينة لوس أنجلوس محور اهتمام رفيق منذ طفولته، وهو ما يجعله يراها المكان المثالي لتنفيذ مشروعه، ويرى رفيق أن المدينة، بطموحها المستمر نحو المستقبل في مجالات الفن والموسيقى والسينما والهندسة المعمارية، توفر البيئة المناسبة للمتحف الذي يسعى لإطلاقه.
يرى أناضول أن المتحف بمنزلة نظام بيئي رقمي، إذ تتكامل البيانات والذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري بشكل شامل، يتميز هذا النظام بالتزامه بالشفافية والمسؤولية في استخدام البيانات الطبيعية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
سيكون هناك أيضًا لجنة أخلاقية تتولى تقديم المشورة حول القضايا المهمة، بما في ذلك حوكمة الذكاء الاصطناعي، والمسؤولية البيئية، والحسابات الأخلاقية المتعلقة بجمع البيانات، هذه اللجنة تهدف إلى ضمان أن تكون الممارسات جميعها في المتحف متوافقة مع القيم الأخلاقية والمبادئ المستدامة.
وسيكون "داتالاند" متاحًا للجمهور بوصفه أداة تعليمية للطلاب والمعلمين، ما يتيح لهم تجربة الإبداع المعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويعتقد أناضول أن المشروع سيسهم إسهامًا إيجابيًّا في حياة الطلاب، من خلال تحفيزهم على استكشاف آفاق جديدة في الفن والتكنولوجيا، وتعزيز فهمهم للطرق التي يمكن أن يتفاعل بها الإبداع البشري مع الابتكارات التكنولوجية.
المتحف مصمم لدمج العالمين الحقيقي والرقمي دمجًا فاعلًا وسلسًا، إذ يُنشأ كل ما يحيط بك في الوقت الفعلي ويتطور باستمرار، ويتفاعل كما يحدث في الكون الحقيقي.
تعاون رفيق أناضول مع عالم الأعصاب آدم غزالي من جامعة كاليفورنيا لقياس تأثير فن الذكاء الاصطناعي على الجسم والعقل والنفسية، ويأخذ هذا التعاون بالحسبان المخاوف المجتمعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة تأثيره العاطفي والاقتصادي في مختلف الصناعات، ومع ذلك يؤكد الفنان أن التعاون بين البشر والآلات يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنجازات ملحوظة.