شهدت جمهورية مالي حدثًا ثقافيًا فريدًا من نوعه، حيث انطلقت النسخة الثالثة من ملتقى الشعر العربي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
هذا الملتقى، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع جمعية البيان الأدبية، جمع بين أكثر من 20 شاعرًا وشاعرة من مختلف أنحاء إفريقيا، ليحتفوا معًا بجمال اللغة العربية وروعة البيان الشعري.
أقيم الملتقى في قصر الثقافة في العاصمة باماكو، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والأكاديمية، من بينهم البروفيسور لسانا درامي، مدير جامعة إفريقيا الفرنسية العربية، والدكتور عبد الصمد أحمد ميغا، رئيس جمعية البيان.
هذا الجمع الغفير من أساتذة الجامعات والطلاب وعشاق الشعر، خلق أجواءً مفعمة بالحيوية والإبداع، إذ تردد صدى القصائد في أرجاء القاعة، ليمتزج مع نبض القلوب التي جاءت لتتذوق عبق الكلمة العربية وأصالتها.
في مستهل الملتقى، قدم الشعراء المشاركون إبداعاتهم الشعرية التي لاقت استحسان الحضور. تعددت أساليبهم وتنوعت موضوعاتهم، ما بين الغزل والوصف والتأمل؛ ما أضفى على الملتقى نكهة خاصة تعكس تنوع وثراء الثقافة العربية.
حواء سيسي، الشاعرة التي تميزت بحضورها العاطفي، ألقت قصائدها التي عبّرت فيها عن مشاعرها وتطلعاتها، بينما قدم آدم محمد توغورا قصائد جريئة لامست قلوب الحاضرين وسحرتهم.
ولم يكن الإبداع حكرًا على هؤلاء الشعراء فقط، فقد تألق الشعراء الشباب مثل سيدو دامبلى وداود توكارا في إلقاء قصائدهم التي عبّرت عن شغفهم وارتباطهم بالشعر العربي، فيما أضاف عمرو عبد اللطيف ساغو لمسة خاصة بقصيدة تمجد اللغة العربية.
اختُتم الملتقى بتكريم الشعراء المشاركين وتقديم شهادات تقديرية لهم، تكريمًا لجهودهم في خدمة الأدب والشعر العربي في مالي. كان هذا الملتقى علامة فارقة، ليس فقط لمالي، ولكن للمشهد الثقافي العربي في إفريقيا.