في إطار سعيه المستمر لإثراء الثقافة العربية، أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن إصدار كتاب جديد بعنوان "مائة قصيدة وقصيدة مغناة"، وهو عمل فني وأدبي يجمع بين عراقة الشعر العربي وأصالة الغناء العربي.
ويحتوي الكتاب على 101 قصيدة مغناة من العصور المختلفة، بداية من ما قبل الإسلام وحتى نهاية القرن التاسع عشر، موثقًا تطور العلاقة بين الشعر والموسيقى على مدار العصور.
يعد هذا الكتاب توثيقًا مهمًا لقصائد مغناة تركت بصمتها في تاريخ الغناء العربي؛ فهو يبرز الجماليات الشعرية واللحنية التي استلهم منها الفنانون العرب أعمالهم.
ويتناول الكتاب قصائد من شعراء كبار مثل امرئ القيس، وجرير، وأبي فراس الحمداني، وابن زيدون، وغيرهم، الذين أثرت قصائدهم في الألحان المختلفة التي أُعيد تلحينها عبر العصور.
يقدم الكتاب تنوعًا موسيقيًّا غير مسبوق، حيث تتوزع الألحان بين أساليب موسيقية من مختلف مناطق العالم العربي، بما في ذلك الخليج، والشام، والعراق، والمغرب العربي، مع تسليط الضوء على تأثيرات موسيقية متعددة مثل الموشح، والقدود الحلبية، والمقام العراقي، وغيرها.
ويهدف الكتاب إلى فتح نوافذ جديدة لفهم الروابط الثقافية التي جمعت بين الشعر العربي وأشكال الغناء المتنوعة.
اخْتِيرت القصائد الـ101 في الكتاب بناءً على معايير دقيقة شملت جودتها الشعرية، وأثرها الواسع في الثقافة العربية، وتوثيق الألحان المتعلقة بها.
وتراعي اختيارات الكتاب التوزيع الزمني والجغرافي للشعر العربي على مدى أكثر من خمسة عشر قرنًا، مما يسمح للقارئ بالاطلاع على تطور الشعر الغنائي من الجاهلية إلى العصور الحديثة.
يعد هذا الإصدار الرابع في سلسلة "مائة كتاب وكتاب" التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، والتي تهدف إلى تقديم مجموعة مختارة من الأعمال الأدبية التي أغنت الثقافة العربية والعالمية.
وسبق هذا الكتاب إصدارات تناولت أهم الشخصيات الأدبية، مثل "مائة مبدعة ومبدعة" و"مائة رواية ورواية"، لتستمر السلسلة في تقديم إضاءات على إبداعات العرب والمسلمين في مختلف المجالات.