فنانون دمروا أعمالهم بأياديهم.. إليك قصصهم!

ثقافة
لينا الرواس
11 يونيو 2024,5:47 م

"الرغبة في التدمير هي أيضًا رغبة إبداعية". تختصر هذه الكلمات للفنان المعاصر بانكسي تيارًا فنيًّا كاملًا، يتعمد فيه الفنانون تدمير أعمالهم، أو محي كل أثر لها. 

 

ليست هذه الظاهرة بالغريبة، ففي كل عصر وثقافة، نجد فنانين يدمرون أعمالهم بأيديهم. 

 

والسبب؟

 

الدوافع وراء مثل هذه الأفعال غامضة، فبعضها هدفه التعبير الإبداعي المتطرف، وأخرى تصبو للإعادة والابتكار، أو محاولة محو الأعمال السابقة. 

 

أيًّا كانت الأسباب، إلا أن هذه الحكايات تكشف عن جانب غريب ومعقد حول العلاقة بين الفنان وإبداعه. لنتعرف على بعض الفنانين الذين دمروا أعمالهم، ونحاول فهم السبب. 

 

09c7667b-eacb-4c20-830f-6e9f74b04b4e

 

جون بالديساري: لن أصنع المزيد من الفن الممل. 

 

في عام 1970، قام عرّاب الفن المفاهيمي جون بالديساري بحرق اللوحات جميعها التي رسمها بين عامي 1953 و1966، كجزء من مشروعه الفني "حرق الجثة". استخدم الرماد الناتج في صنع عجينة بسكويت، وعرض المخبوزات في متحف نيويورك للفن الحديث. كانت هذه الخطوة إعلانًا عن نهاية مرحلة فنية وبداية أخرى جديدة، تعهد بها بالديساري بعدم صنع الفن الممل أبدًا. 

 

ce2084a2-4a8f-40ca-b04b-79fdbe2eeadc

 

بانكسي: الحب في سلة القمامة

 

ربما يكون المثال الأكثر شهرة للفن الذي دمره الفنان، أو بالأحرى، للفن الذي دمر نفسه بنفسه. في عام 2018، وضعت لوحة "الفتاة مع البالون الأحمر" في مزاد دار سوثبيز في لندن، وخلال المزايدة بدأت اللوحة في تدمير ذاتها أمام أعين المتفرجين والمزايدين. 

 

وضع بانكسي جهاز تمزيق تلقائي داخل الإطار السميك، لكنه تعطل وتسبب في تدمير نصف العمل فقط. المفارقة أن البيان الذي كان بانكسي يحاول الإدلاء به حول النزعة الاستهلاكية والقيمة في عالم الفن، رفع من قيمة العمل بشكل كبير، وولد عمل جديد بعنوان "الحب في سلة المهملات".

 

7f8f2960-7249-43e3-a0ae-dd73a5460e73

 

كلود مونيه: ثورة الغضب

 

في عام 1908، طعن الفنان الفرنسي كلود مونيه خمس عشرة لوحة من سلسلة "زنابق الماء" بسبب عدم رضاه عنها؛ ما أدى إلى تأخير معرضه في باريس. 

 

لم تكن هذه نوبة الغضب الوحيدة، فبعد إجرائه لجراحة المياه البيضاء في العين وفقدانه للبصر، تخلص مونيه من العديد من اللوحات التي لم يكن راضيًا عن نتائجها. 

 

يعتقد البعض أن هوسه بالكمال هو ما دفعه لتدمير لوحاته، وفي عام 1927 أوضح صديق مونيه ورئيس الوزراء الفرنسي السابق جورج كليمنصو: كان مونيه يهاجم لوحاته عندما يكون غاضبًا. وغضبه نجَم عن عدم الرضا عن عمله. 

 

 

a315fd1c-0ca9-4396-9fcc-4148ddd782fb

 

لويز بورجوا: فنانة تهاجم أعمالها

 

تركت الفنانة لويز بورجوا بعد وفاتها مشهدًا فوضويًّا في الأستديو الخاص بها. كانت معروفة بتقلبها العشوائي بين الإبداع والقلق، وكثيرًا ما دفعت بالمنحوتات الصغيرة عن طاولة مطبخها، حين لا تكون راضية عنها. صديقها المقرب جيري جوروفي وصفها بأنها كانت "تهاجم" أعمالها عندما تشعر بالقلق.

 

191e3cb2-9fec-45c7-8fb6-62dfa15a105b

 

فرانسيس بيكون: مائة لوحة مدمرة

 

كان الفنان البريطاني فرانسيس بيكون معروفًا بعملياته الإبداعية العنيفة. بعد وفاته، تم العثور على مائة لوحة قماشية مدمرة في أستوديو. كان بيكون يدمر الأعمال التي لم يكن راضيًا عنها، وأشهرها لوحة "غوريلا مع ميكروفون". 

 

6ec0e59f-d679-4efa-93fc-b07ec08d3976

 

جاسبر جونز: إعادة تعريف الذات

 

في عام 1954، قرر الفنان الأمريكي جاسبر جونز تدمير جميع أعماله الفنية، باحثًا عن هوية فنية جديدة. قال جونز: أردت أن أكتشف ما يمكنني فعله، ولم يفعله الآخرون. بعد فترة قصيرة، أبدع عمله الشهير "العلم"، محققًا بداية جديدة في مسيرته الفنية.

 

أخبار ذات صلة

قيمتها 5 ملايين دولار.. استعادة رابع لوحات فرانسيس بيكون المسروقة

 

 

 

google-banner
foochia-logo