بينما تسارع مؤسسات كبيرة، مثل متحف اللوفر وفيرساي، بزيادة أسعار تذاكرها في عام 2024، حرصت مؤسسات ثقافية أخرى على أن تحافظ على الدخول المجاني كأداة لإرساء الديمقراطية الثقافية، مؤيدة مطالب الفرنسيين بأن زيادة الأسعار تحرق هذه المؤسسات وتجعل الجمهور يشيح بوجهه عنها.
وكانت المادة السابعة من قانون المتاحف الفرنسية واضحة للغاية: يجب تحديد أسعار الدخول بطريقة تسهل وصولها إلى أوسع نطاق من الجمهور، وهذا ما يثير استياء الفرنسيين، وبخاصة الأشخاص العاملين في مجال المتاحف، ومؤرخي الفنون، مثل فيرونيك أنطوان أندرسن، المؤرخة الفنية التي أطلقت عريضة على موقع Change.org بعنوان "متحف اللوفر يحترق!" مقابل زيادة بنسبة 30% في سعر الدخول.
وشرحت فيرونيك قائلة: كمواطنة، أذهلني هذا القرار. مذكّرة بأن الدخول المجاني كان أحد المبادئ التأسيسية لأكبر متحف في العالم، كان هذا رد فعلها عندما أعلن متحف اللوفر، في ديسمبر 2023، عن زيادة مذهلة في سعر تذكرة الدخول ، والتي تبلغ الآن 22 يورو، مقارنة بـ 15 يورو عبر الإنترنت و17 يورو في الموقع سابقًا.
وأثبتت دراسة أجراها مركز الأبحاث لدراسة ومراقبة الأحوال المعيشية في عام 2019 نيابة عن وزارة الثقافة أن 44% من المواطنين الفرنسيين أعلنوا توقفهم عن زيارة متحف أو نصب تذكاري بسبب الأسعار، وبالنسبة لـ 82% منهم، أكدوا أن السعر "النفسي" يجب ألا يتجاوز 10 يورو.
وذكر بأن متحف اللوفر ليس المتحف الفرنسي الوحيد الذي يطلب زيادة كبيرة، لزيارة قصر فرساي، عليك أن تدفع 21 يورو، أي 1.50 يورو أكثر مما كانت عليه في عام 2023.
وفي مركز الآثار الوطنية، الذي يغطي حوالي 100 منشأة، ترتفع الأسعار بمعدل يورو واحد هذه السنة. وتقول رئيستها ماري لافاندير: ليس أمامنا خيار آخر . لقد تركت الأزمة الصحية آثارها، رغم التزام الدولة، ولم تكن سجلات الحضور كافية للتعافي بسبب التضخم. نحن بحاجة إلى إيجاد بعض المساحة للتنفس المالي.