يشارك 17 فنانا سعوديا بارزا، في معرض "فن المملكة"، الذي تقيمه هيئة المتاحف لتابعة لوزارة الثقافة السعودية، في محطته الثانية في الرياض، بعد نجاح عروض محطته الأولى في القصر الإمبراطوري في ريو دي جانيرو البرازيلية، مستقطبا أكثر من 26,000 زائر.
تتنوع أعمال معرض "فن المملكة" المعروضة بين التشكيل والنحت والتركيب والفيديو، في مشهد فني يعكس التفاعل بين الموروث والحداثة، ويستكشف الوسائط الإبداعية الحديثة التي تشكل جزءا من ممارسات الفنانين المعاصرين.
وينطلق المعرض الذي يستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس، حتى 24 مايو المقبل، من تساؤلات حول دور الفن في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث تتدفق الصور والمعلومات في مشهد بصري متسارع، يفتقر أحيانا إلى الدقة.
ويستلهم المعرض فكرته من العلاقة المتشابكة بين الفن والهوية، ويركز على تحوّلات المشهد الفني في المملكة، والمسارات التي شكّلت تجربة الفنانين السعوديين، من الارتباط بالتراث والتقاليد المحلية إلى التفاعل مع القضايا الراهنة والتطوّرات التكنولوجية الحديثة، ليقود الزوار في رحلة عبر قصص الماضي وأحلام المستقبل ورغبات النفس وتخيلات الفكر.
يحاول معرض "فن المملكة"، الإجابة عن سؤالين جوهريين: هل يمكن للفن المعاصر أن يعبّر عن الثقافة، وكيف تسهم الفنون البصرية في إعادة بناء السرديات حول المجتمع والذاكرة، وتفكيك الماضي وإعادة تشكيل الحاضر؟
وجاء تصميم مسار المعرض، بطريقة تجسد المشهد الثقافي المشترك بين الفنانين، وتعكس وجهة نظر كل فنان، وهويته المتفردة، ودوره في بناء ثقافة بصرية خاصة، وسط زخم الفن المعاصر، بأساليب جمالية ومواد متنوّعة.
كما يتناول المعرض موضوعين رئيسين، الأول: يتمحور حول الصحراء، باعتبارها رمزا للرحابة واللانهاية والحياة، بينما يتناول الثاني: خصوصية التقاليد الثقافية وتطور الثقافة البصرية من الماضي إلى الحاضر.
ويشترك الموضوعان في مفاهيم عدة، مثل: الذاكرة، والوعي البيئي، والأصول، والهوية، ويقدمان طيفا واسعا من الأسئلة العميقة، التي تعكس تاريخ المملكة، وتاريخا أثرته الإبداعات الفنية، وأغنته القضايا المعاصرة.