يعشق الكثيرون حول العالم الكتب القديمة والأنتيكا، تلك التي تحمل عبق التاريخ، وتحكي قصصًا من عصور خلت.
هذه الكتب ليست مجرد أوراق متآكلة بغلاف مهترئ، بل هي قطع فنية تحفظ في طياتها ذكريات الماضي. إن امتلاك كتاب من العصر الفيكتوري على سبيل المثال، بغطائه القماشي وألوانه النابضة بالحياة، يعد حلمًا نادرًا لعشاق الأدب والتاريخ.
لكن، ماذا لو قلنا لك أن شغفك هذا قد يكون سامًا، وخطرًا لا يستهان به على صحتك؟
السموم الخفية في أغلفة الكتب القديمة
في دراسة حديثة أجرتها جامعة ليبسكومب في تينيسي، كشف الباحثون عن وجود مواد سامة في أغلفة الكتب القديمة، تلك التي زُيِّنَت بأصباغ ملونة. ووفقًا للدراسة، فإن هذه الألوان الجميلة واللافتة، قد تحتوي على مواد كيميائية خطيرة، مثل: الكروم، الزرنيخ، والرصاص، وهي مركبات استخدمت في الماضي لإنتاج الأصباغ، ولكنها تُعرف اليوم بأنها مواد سامة قد تسبب مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان.
كيف يمكن أن تسممنا الكتب القديمة؟
مجرد لمس أغلفة هذه الكتب يمكن أن يعرض الشخص لمخاطر صحية. عندما نتعامل مع هذه الكتب القديمة، قد تنتقل المواد السامة من الغلاف إلى جلدنا، وتعرضنا لحالات خطيرة من التسمم. وقد حذرت الدراسة السابقة من أن هذه المواد تؤثر بشكل خاص على من يتعاملون بانتظام مع الكتب القديمة، سواء في المكتبات والمخازن، مجموعات القراءة، أو حتى المنازل.
كيف يمكن تجنب الخطر؟
توضح إحدى المشاركات في الدراسة، أبيجيل هورمان، أن الكتب القديمة يمكن أن تكون أكثر خطورة مما نعتقد. تقول هورمان: مع أن هذه الكتب قيمة من الناحية التاريخية، إلا أنه من الضروري أن نتعامل مع هذه الكنوز بحذر، ونتخذ إجراءات لضمان تخزينها بأمان بعيدًا عن متناول الأيدي.
ومن أجل الحفاظ على السلامة، يجب اتباع إرشادات محددة عند التعامل مع الكتب القديمة؛ إذ يوصي الخبراء بارتداء قفازات عند لمس هذه الكتب، وتجنب ملامسة الوجه أو الطعام أثناء التعامل معها. إضافة إلى ذلك، يجب تخزين الكتب في أماكن جافة ومهواة جيدًا، لتقليل احتمالية انتشار السموم.