رغم أن موعد الافتتاح الكبير لـ بينالي مالطا سيكون في 12 مارس، غير أن هذا الحدث الثقافي قد انطلق بالفعل في جميع أنحاء مالطا، من خلال سلسلة من ورش العمل والندوات التي أقيمت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتعتبر هذه الأنشطة بمثابة مقدمة للحدث الرئيس الذي سيلهم الجمهور والفنانين في موضوعات البينالي الغنية، والتي تعتمد على الفن المعاصر لتحفيز المحادثات حول الحاضر والماضي، ووجهات النظر داخل منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وكان آخر هذه الأحداث عبارة عن ورشة عمل حضرها عدد كبير من الأشخاص في " Ħaġar Qim " و"Mnajdra " (هما عبارة عن مجمع معابد بمالطا) بعنوان "مغامرات الألوان: الخيمة والأنماط" بقيادة الفنانة البولندية Wioletta Kulewska Akyel ، حيث سيكون للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام وما فوق لمسة في تركيب لوحة Akyel الرائعة التي تشبه الخيمة والتي تشكل جزءًا من الجناح الرئيس في البينالي، والتي ستكون مزينة بنصوص مرسومة باليد، حيث ألهمت القطعة تنظيم مناقشات حول معناها وكيفية عملها.
بعد ذلك، سيتعاون الأطفال في صنع خيمة فنية خاصة بهم، باستخدام صبغة المغرة الحمراء، وطلاء الغواش على قماش قطني، وتمثل المشاركة لهؤلاء الصغار فرصة فريدة ليس فقط للتفكير في الفن والتراث، ولكن أيضًا للمشاركة بنشاط في مساعيهم الفنية الخاصة.
المتوسط في حكايات مالطا
يتعمق عمل "Akyel" الفني في أحد المواضيع الأربعة الرئيسة لـلبينالي: "الأرشيف الماطري للبحر الأبيض المتوسط" حيث يتطرق هذا الموضوع الذي تم استضافته في قصر السيد الأكبر أو قصر غراند ماستر والمكتبة الوطنية في فاليتا الى المساهمات الإبداعية لنساء البحر الأبيض المتوسط، وتقديم إعادة تفسير حيوية للروايات التاريخية للأجيال القادمة.
تشمل المواضيع الرئيسة الثلاثة الأخرى للبينالي "هل تستطيع يا بحر؟: البحر الأبيض المتوسط كهيئة سياسية" يُقام هذا الموضوع في مستودع الأسلحة، بيرجو في كوسبيكو وأندرغراوند فاليتا، حيث يسلط الضوء على الدور المحوري للبحر في تشكيل هوية مالطا ويدعو الفنانين لاستكشاف البحر كمساحة تربط بين الحقائق المتنوعة عبر القيود الإقليمية والقارات.
هذا إلى جانب الروابط التاريخية مع القرصنة، ورسم أوجه التشابه مع الحركات المعاصرة لتصوير القرصنة كرمز للقوة المضادة، التي تلهم الناشطين المعاصرين والقراصنة والمنظمات الشعبية.
سيكون الموضوع الأخير متمثلا في "إنهاء الاستعمار في مالطا: نحن متعددي الأصوات"، ويستكشف تاريخ الاستعمار في مالطا.
وتهدف الأعمال الفنية المعروضة إلى تسليط الضوء على العملية المستمرة لإنهاء الاستعمار من خلال وضع مالطا كحالة فريدة من نوعها تقدم تجربة حيوية للخطاب الأوسع للاستعمار.
بانتظار الافتتاح الكبير
يقوم حاليًا 70 فنانًا محليًا وعالميًا بمن في ذلك العديد من المشاهير العالميين بوضع اللمسات النهائية لعروضهم في 20 موقعًا تراثيًا في مالطا وغودش، وذلك احتفالاً بمواهبهم الرائعة وفنونهم ورؤيتهم، حيث يتم الترحيب بجميع الفنانين في الافتتاح الكبير الذي سيفتتحه رئيس مالطا، الدكتور جورج فيلا في غرفة العرش بقصر غراند ماستر في فاليتا في 12 مارس.