في فصل الشتاء يتسلل البرد إلى كل ركن وزاوية، لكنه يفتح أمامنا نوافذ للدفء أيضًا، من خلال الجلسات الهادئة أمام المدفئة، مع كوب من المشروب الساخن المفضل، وكتاب يروي عطشك للمعرفة والتأمل في الظواهر الإنسانية.
الشتاء هو الوقت المثالي للاختلاء بنفسك والغوص في أعماق الأدب، ومطالعة الروايات المليئة بالأحداث المثيرة والمشاعر الجياشة.
إذا كنت تبحثين عن رفيق في ليالي الشتاء الطويلة، فإليك خمس روايات تستحق أن تكون جزءًا من مغامرتك الأدبية لهذا الشتاء.
تعتبر رواية "دكتور جيفاغو" من الأعمال الكلاسيكية العظيمة، التي تدور أحداثها في أجواء شتاء روسيا القارس أثناء الثورة الروسية. تتناول الرواية قصة حب ملحمية معقدة تتخللها الحرب والتغيرات الاجتماعية، والشتاء الروسي الطويل والبارد هو العنصر الأبرز في خلق أجواء الكآبة والعزلة في هذه القصة العاطفية والسياسية.
لا يمكن الحديث عن الروايات المناسبة لفضل الشتاء، دون الإشارة إلى رواية "مرتفعات وذرينغ". تقع أحداث هذه الرواية في الريف الإنجليزي المعروف بشتائه القاسي، وتدور حول قصة حب مليئة بالشغف والعذاب بين هيثكليف وكاثرين. الرياح العاتية والبرد القارس في الرواية يعززان من المشاعر المتأججة؛ ما يجعل هذه الرواية الخيار المثالي لليالي الشتاء الباردة.
تجري أحداث هذه الرواية الألمانية الكلاسيكية، في منتجع صحي جبلي خلال شتاء طويل؛ إذ يستكشف البطل، هانز كاستورب، معنى الحياة والموت وسط الثلوج والبرد القارس. تتناول الرواية مواضيع فلسفية وعاطفية عميقة، وتتقاطع أجواؤها الباردة مع الجو العاطفي التأملي الذي يسود القصة.
تتناول رواية "آنا كارينينا"، قصص الحب والتضحية. وتناسب الأجواء القاسية والثلوج التي تحيط بالمكان مع الحالة النفسية المضطربة للشخصيات والصراع الداخلي الذي يواجهونه. تمثل البرودة الخارجية رمزًا للصعوبات التي تواجهها الشخصيات، والبرودة في حياتها الشخصية والعاطفية.
تعتبر رواية "مائة عام من العزلة" من كلاسيكيات الأدب العالمي؛ إذ تروي حكاية عائلة بوينديا عبر أجيال متعددة في قرية ماكوندو الخيالية. يكمن سحر هذه الرواية في أسلوب الواقعية السحرية الذي ينسج الخيال مع الواقع بطريقة فريدة. أحداثها الغنية والعميقة تجعلك تتأملين في الإنسان والقدر، وهي تجربة تستحق خوضها أثناء استمتاعك بكوب من الشاي الساخن بجوار المدفأة.