التصوير الفوتوغرافي هو فن يتجاوز الضغط على زر الكاميرا، فهو يتطلب من أعظم المصورين قضاء حياتهم في صقل مهاراتهم وإتقانها، ليتمكنوا من التقاط ما لا تراه الأعين، وليس من قبيل الصدفة أن يُطلق عليهم لقب "شعراء الصورة".
ولا تأتي الصورة العظيمة من فراغ، إنها نتاج ساعات من الاجتهاد والتفكير والإبداع. الصور التي تترك انطباعًا دائمًا هي تلك التي تحكي قصة، تثير العواطف، وتلامس الأرواح.
في هذا المقال، نستعرض بعضًا من أبرز المصورين الذين أثروا بشكل كبير على هذا الفن، وتركوا بصماتهم الخالدة في عالم التصوير الفوتوغرافي، هؤلاء المصورون لم يلتقطوا الصور فحسب، بل صنعوا تاريخًا بصريًا يجسد الإنسانية في أجمل صورها وأكثرها صدقًا.
إليوت إرويت
"الأمر يتعلق بالتفاعل مع ما تراه. يمكنك العثور على الصور في أي مكان، إنها مسألة ملاحظة فحسب. عليك فقط أن تهتم بما حولك، وتملك اهتمامًا بالإنسانية والكوميديا البشرية".
إليوت إرويت يُعد أحد أعظم المصورين الذين عرفهم التاريخ، إذ إن عمله يعكس طبيعة الإنسان دون أي تزيين أو أقنعة، كما أن صوره عفوية ولكنها منظمة بعناية، تلتقط لحظات الحياة الكوميدية والسخيفة أحيانًا بطريقة مدهشة.
لدى إرويت شغف خاص بالكلاب، وقد نشر أربعة كتب حول هذا الموضوع، ما يضيف جانبًا فريدًا إلى مسيرته المهنية.
ستيف ماكوري
"من المهم أن تخصص وقتًا لتصوير الأشياء التي تهمك حقًا. عليك أن تفهم ما الذي يعني لك، وليس ما يعتقد الآخرون أنه مهم".
ستيف ماكوري، الذي امتدت مسيرته لأكثر من أربعة عقود، التقط بعض الصور الأكثر شهرة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي، وتتميز صوره بنظرات عميقة وألوان طبيعية غنية، ما يضفي حياة وروحًا على المواضيع التي يصورها.
أشهر صوره، "الفتاة الأفغانية"، إذ أصبحت أيقونة تعبر عن الإنسانية بأبهى صورها.
بول نيكلين
"المعدات هي الجزء الأقل أهمية في المعادلة. امتلاك الرؤية والقدرة على التعبير عن الفكرة بصريًا هما الأهم".
يعد بول نيكلين أحد أبرز مصوري الحياة البرية في العالم. صوره تأخذنا في رحلات إلى المناطق القطبية، حيث يلتقط حياة الحيوانات البحرية في بيئتها الطبيعية بأسلوب لم يسبق له مثيل. نيكلين يقضي معظم وقته تحت الماء، وله صور مذهلة للفقمات النمرية والحيتان وطيور البطريق وغيرها من الكائنات البحرية.
دون ماكولين
"بالنسبة لي لا يتعلق التصوير بالمظهر، بل بالشعور. إن لم تستطع أن تشعر بما تنظر إليه، فلن تتمكن من جعل الآخرين يشعرون بأي شيء عند رؤية صورك".
دون ماكولين هو أحد أعظم المصورين الاجتماعيين في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وقد اشتهر بتوثيقه الحروب والفقر في شرق لندن. صوره تحكي قصصًا مؤثرة بتركيبات فنية عالية، وهي تفيض بالمآسي والأحزان في بلدان مزقتها الحروب والفقر.
أُطلق على ماكولين الرصاص، وأصيب بجروح بالغة في كمبوديا، وسُجن في أوغندا، وطُرد من فيتنام، ولكنه لم يتوقف عن التصوير قط.
نيك براندت
"أفعالك مهما كانت صغيرة، يمكنها أن تترك أثرًا كبيرًا. يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لتقليل الضرر والقتال من أجل مستقبل أفضل".
ابتكر نيك براندت بعضًا من أهم الصور الفوتوغرافية في القرن الحادي والعشرين، إذ يركز عمله على تأثيرات تغير المناخ على الطبيعة والإنسان. صوره تجمع بين الجمال الشعري والتركيب الفني المذهل.
جيري أولسمان
"لا تخافوا من إعادة تخيل النتيجة النهائية في أي مرحلة من مراحل التصوير".
كان جيري أولسمان مصورًا سابقًا لعصره، اشتهر بصوره المركبة السريالية التي كان ينشئها في الغرفة المظلمة قبل عصر التحرير الرقمي و"الفوتو شوب". صوره تعد من التحف الفنية التي تجمع بين الخيال والواقع، وتعبر عن رؤية فنية فريدة من نوعها.