في حوار خاص مع الفنانة ورد الخال، نكشف عن جوانب متعددة من مسيرتها الفنية وتجربتها الشخصية، نتعرف على رؤيتها الخاصة للواقع الفني، إضافةً إلى الجوانب التي شكلت شخصيتها، وأثرت في اختياراتها الفنية.
ما نظرتكِ للواقع الفني في مجال التمثيل اليوم؟
أعتقد أن الواقع الفني ليس في أحسن حالاته، فنحن نعيش فترة صعبة جدًا، مليئة بالاستسهال وغياب الإبداع والتكرار. أما الثقافة، فهي شبه مغيبة، على الأقل في لبنان، فاهتمامات الناس تحولت إلى أشياء سطحية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على الواقع العام.
ما تحديات المهنة التي تواجهينها اليوم؟
في مجال التمثيل، التحدي الأكبر هو الصبر والتحمل، إذ إن عملنا يتطلب فترات انتظار طويلة، وعلينا أن نتعامل مع هذا الانتظار بإيجابية. قد ننتظر الدور المناسب لسنوات، وأنا أتحدث هنا عن الأشخاص الانتقائيين، غير المستعدين للتنازل عن مكانتهم.
الظروف تختلف بين الممثلين؛ بعضهم لديه عائلات، ويحتاج إلى دخل فوري، وآخرون أكثر قدرة على التحمل.
لا أقول إنني لست بحاجة إلى المال، لكن أنا أضحي في سبيل هذه المهنة، وهذا ما حافظ على اسمي وسمعتي الفنية والمسار الذي رسمته.
التحدي الأكبر هو الاستمرار، وفي لبنان، لدينا ترف الانتظار، بينما في بعض البلدان العربية الأخرى، فلديهم ترف الاختيار.
ما أحب الأدوار إلى قلبك؟
لا يوجد عمل واحد. أحب الكثير من الأعمال، وكل عمل يكون المفضل عندي خلال وقت إنجازه، حيث إن لدي أدوارًا متنوعة للغاية، ولا أستطيع الاختيار بينها. مشاركتي بمسلسل "أسمهان" ترك بصمة هامة في حياتي، كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "عشق النساء"، و"بنات عماتي وبنتي وأنا"، الذي ترك أثرًا كبيرًا على المشاهدين من مختلف الأجيال، وانحفر في ذاكرتهم حتى اليوم.
أحب أيضًا مسلسل "الطائر المكسور" لأنه مسلسل خاص للغاية، كتبته والدتي الشاعرة مها بيرقدار.
ما علاقتكِ بالشعر، كون والدك كان شاعرًا ورائدًا للحداثة بالشعر اللبناني؟
عشت في منزل مليء بالشعر. استمع إلى الشعر دائمًا، وأنا معتادة على الأمسيات الشعرية وهناك أنواع مختلفة من الشعر؛ منها الفلسفي المعقد والرومانسي، وأنا مطلعة عليها جيدًا، لكن بما أن والدي كان رائد الشعر الحديث والحر، فأنا أفضل الشعر الحديث الذي يمتد بلا قافية، حيث له نكهته الخاصة وصعوباته، وهو يعتمد على الإحساس بشكل كبير، وهذا ما يميزه.
ما الرسالة التي توجهينها للنساء في العالم العربي اليوم؟
ليست رسالة واحدة، فهناك تفاوتٌ كبير بين نساء اليوم؛ هناك نساء رائدات وفاعلات وناشطات وناجحات في العالم العربي والغربي، وهناك نساء تحولن إلى سلع، وانغمسن في السخافات.
وفي هذا العصر، ينطبق هذا الأمر على الرجال أيضًا، فهناك رجال مبدعون وآخرون مغتصبون وسفاحون وصانعو حروب.
في حال عينت رئيسة للجمهورية، ما أول قرار تتخذينه؟
سأواجه الحيرة، فحقيقةً كل شيء في حالٍ مزرية، وهناك مشاكل على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والفنية والمؤسساتية.
وقد أبدأ بمنع الوساطات نهائيًا، وأوقف عن العمل كل الأشخاص المسجلين في الدولة، والذين يتلقون رواتب من دون أن يفعلوا شيئًا.
كما أوقف الهدر الذي يجري على مستوى المجلس النيابي، فحين ينتهي دور النائب، ينبغي أن يتوقف راتبه معه أيضًا، فهذه "المعاشات المؤبدة" هي التي أوقعت الدولة في مأزق كبير.
ماذا تذكرين عن يوسف الخال؟ وماذا تحملين منه؟
توفي والدي عندما كنت في بداية سن المراهقة، لذا أذكر عنه الكثير من الأشياء، وما زلت أشعر أنه موجود معي، أشتاق إليه جدًا وأحلم به.
وأعتقد أنني ورثت عن والدي الكثير من الصفات، وأولها "الدم الحامي"، والرغبة في التغيير، إلى جانب أنني لا أحب الثبات والرتابة والتكرار، أنا شخص متجدد، وفي داخلي روح متمردة.
في حال خضت تجربة الإخراج التلفزيوني، ما القضية التي ستختارين التركيز عليها؟
هناك الكثير من المواضيع الهامة اليوم، بعضها يعتبر "تابو" ولا يمكن التحدث عنها أو عرضها، لكنني قد اختار تسليط الضوء على ما يحدث على "تيك توك" اليوم.
ومع ذلك، لو خُيرت بين العمل الواقعي والخيالي، سأتجه إلى الخيالي، فنحن نختنق على جميع الأصعدة.
كما سأركز على الجمال والحب والفن، وحتى الشر سأصوره بطريقة مختلفة، وليس بالصورة "الكليشيه" التي تعرض اليوم على الشاشات.