header-banner
نسرين بن خديجة

التونسية نسرين بن خديجة تغلب السرطان بالكتابة

ثقافة
فريق التحرير
7 مارس 2025,7:56 ص

في بلد يعاني ضعف الإمكانات المادية وارتفاع تكاليف العلاج، باتت مساعدة مرضى السرطان وخصوصاً النساء إحدى أهم الأولويات بعد النجاح في التغلب عليه. إنها نسرين بن خديجة، التونسية التي سطرت قصة كفاح مبهرة ضد "الغول" (الوحش) كما تسميه، فتحولت إلى مصدر أمل لكل من يعيش هذه التجربة القاسية.

وفي مقابلة مع صحيفة "النهار" اللبنانية، تقول بن خديجة، وهي صيدلانية في الأصل، إن هذا المرض الذي قلب حياتها رأساً على عقب جعلها إنسانة أخرى.

الصدمة

39ae877b-6dc3-4d70-b62a-3e376205853a

قبل سنوات، عندما تشخيص إصابتها بمرض سرطان الثدي انهارت نسرين، الأم الشابة المفعمة بالحياة والتي لم تكن تتخيل يوما أن هذا "الغول" سيداهمها ويبعثر كل أوراق حياتها.

رغم هول الصدمة التي نزلت عليها كالصاعقة، تقول إنها قررت أن تخوض رحلة كفاحها ضد هذا المرض من أجل أطفالها وعائلتها: "لم تكن رحلةً سهلةً، بين العملية الجراحية والعلاج الكيميائي عشت الأشهر الأصعب في حياتي، ولم يكن من السهل تقبل كل تلك الأوجاع والتغييرات التي طرأت على جسدي، لكن الأصعب كان ذلك الخوف الذي ظل يسكنني طيلة فترة العلاج. لم يكن خوفاً من الموت، فجميعنا سنموت لسبب ما ذات يوم، ولكن الخوف مما قد يسببه رحيلي من ألم لأسرتي وخصوصاً لأطفالي".

معركة شرسة تلك التي خاضتها نسرين ضد السرطان. تقول إنه لم يكن من السهل الانتصار لولا مساعدة أسرتها: "لم تكن معركة متكافئة، فقد استنزفت كل قواي، حتى إنني كدت أستسلم في بعض الفترات".

تقر بأنها خسرت أشياء كثيرة خلال هذه المعركة، لكنها تعلمت الكثير منها أيضاً واكتشفت عالم مرضى السرطان وما يعيشونه من ظروف صعبة، وخصوصاً بالنسبة إلى النساء وضعاف الحال.

وتشتكي تونس من ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان سنوياً، مقابل عجزها عن توفير أدويته بالشكل الكافي، فيما يشكو المرضى عدم قدرتهم على تحمل نفقات علاجه المرتفعة.

دليل الأمل

92fe4e2a-0b7f-40b7-872e-bbdd9273ca03

بعد شفائها من المرض قررت نسرين أن تُدون رحلتها معه. تقول إن الكتابة ساعدتها في فترة ما على الشفاء. ولأنها صارت تعي جيداً تفاصيل المعاناة التي قد تعيشها أي امرأة تصاب بسرطان الثدي، قررت أن توثق تجربتها من خلال كتاب اختارت له عنواناً مميزاً "دليل الأمل".

"اخترت هذا العنوان لأبعث برسالة تفاؤل وأمل لمن يعشن المحنة. فقد سمعت خلال رحلة علاجي العديد من الحكايات المؤلمة، وتعرفت إلى نساء تخلى عنهنّ أزواجهن لمجرد أنهم اكتشفوا إصابتهن بمرض السرطان". 

وتتابع: "أردت أن أضع خلاصة رحلتي مع المرض على ذمة من يعيشون رحلة الكفاح ضده. عندما كنت مريضة لم أجد من يقدم لي النصح، ويرشدني خلال مراحل علاجي، لذلك قررت أن أساعد من لا سند له".

أخبار ذات صلة

"جائزة الشيخ زايد للكتاب": 21 عملاً تتنافس في الدورة الـ19

تركت نسرين عالم الصيدلة نهائياً، وقررت توجيه بوصلتها نحو الكتابة. وبعد كتابها المهدى إلى كلّ مرضى السرطان، انتقلت إلى العمل في مجال الصحافة والإعلام، ونذرت وقتها وجهدها لمساعدة النساء المصابات بهذا المرض. تقول: "لم تعد لي قدرة على استنشاق رائحة الأدوية. كنت منذ صغري أحلم بأن أكون صحافية، لكن عائلتي عارضت ذلك، ويبدو أن السرطان منحني الفرصة لتحقيق حلمي".

تساهم نسرين، التي تشرف على إدارة مجلة نسائية، في العديد من التظاهرات والفعاليات الخاصة بالتوعية على مرض السرطان، وبفضل تكوينها العلمي وعملها الحالي باتت من أبرز الأسماء الناشطة في المجتمع المدني في مجال مساعدة المرضى. 

في كل سنة تساهم نسرين في تنظيم قافلات للتقصي المبكر عن سرطان الثدي، وتشرف على تنظيم حفلات يكون أبطالها من "المحاربات" كما تصرّ على وصفهن. وتحت عنوان "المحاربات"، تشرف نسرين بن خديجة سنوياً خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر على تنظيم حفلات راقصة أو عروض أزياء من تأثيث سيدات حاربن أو يواصلن حربهن ضد السرطان، فهي تعتبر "أن الفرح أكبر عدو لهذا المرض وأفضل دواء ضده".

أخبار ذات صلة

فيلم "أحلام عابرة" لـ رشيد مشهراوي في افتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo