أجمل حكايات الطفولة كانت عن تلك الأحلام التي تحققت في النهاية، هذه حقيقة تلامس وجدان كل فرد فينا، عندما يبحث في صندوق الذاكرة عن تلك الوقفات المضيئة التي زرعت كبذور أمل في شخصيته وهو طفل، وهذا ما أرادت الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم أن تمرره للأطفال من خلال كتابها "عندما عانقت السماء" الذي أطلقته يوم السبت الماضي، ضمن الفعاليات العائلية لـ مهرجان طيران الإمارات للآداب بدبي.
من تجربتها الشخصية تستخلص الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم خلاصة الأمل، ومدى أهمية أن يعرف الإنسان أن حلمه أياً كان، لا بد وأن يجد طريقاً للنور، فقد استطاعت أن تتفوق في عملها بالجناح الجوي لشرطة دبي، وبصفتها أول طيّار امرأة من العائلة الحاكمة الإماراتية، تُرسل سموها من خلال الكتاب رسالة للشابات الإماراتيات لاتباع أحلامهن دون وضع أي حدود لها.
وتدعم الشيخة موزة مساهمة المرأة الإماراتية في مجال الطيران. ويعتبر ذلك مصدرا عظيما للفخر أنها تلقت دعماً وتشجيعاً وتقديراً استثنائياً من قادتها على إنجازاتها العظيمة، وهي تكن لهم كل الامتنان على ذلك.
أدى تشجيع عائلة الشيخة موزة لها بإلهامها؛ فليس من الغريب أنه منذ أن كانت فتاة صغيرة وهي شغوفة بالاهتمام بفئة الشباب في دولة الإمارات وتحديدا بالمرأة الإمارتية، وذلك لعزمها على تكريس مواهبها وشغفها لخدمة وطنها وتحقيق إنجازات هائلة، حيث تلتزم الشيخة موزة التزامًا راسخًا لتتأكد أن تكون رحلتها وإنجازاتها بمثابة مصدر إلهام، وتمهيد الطريق للجيل المقبل من الشابات الإماراتيات للالتحاق بقطاع الطيران.
وتهدف الشيخة موزة من خلال كتابها الأول، والذي ضمنته قصص نجاح العديد من السناء- إلى إلهام وتمكين الفتيات الصغيرات، وكسر القوالب النمطية لمن يمكنهن الالتحاق بقطاع الطيران، وقد تمكنت من إبراز هذه الرسائل في كتابها بمهارة.
يتناول الكتاب قصص النساء المُلهمات اللواتي عَمِلن بمجال الطيران عبر التاريخ، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، كما يؤكد على أن أي شخص يمكنه أن ينجح في مجال الطيران، طالما عقد العزم على الوصول لهدفه، بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة.
حكاية إقلاع الحلم
عندما كانت الشيخة موزة في السابعة عشرة من عمرها، أصبحت أصغر طالبة مُسجَّلة في أكاديمية أكسفورد المرموقة للطيران، وهي واحدة من أبرز الكليات لتدريب طلبة الطيران ومقرها في مطار أكسفورد بالمملكة المتحدة ومطار ميسا فالكون فيلد بالولايات المتحدة الأمريكية.
حصلت الشيخة موزة في البداية على رخصة الطيران التجاري، ثم بدأت بالعمل مع طيران الإمارات لتنضم بعد ذلك إلى الجناح الجوي لشرطة دبي برتبة ملازم طيّار، وبهذا أصبحت أول امرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي، وأول عضو من العائلة الملكية في مجال الطيران. وقد حصلت على ترقية عام 2023 لرتبة نقيب طيّار وهو المنصب الذي تشغله حاليًا.
وعن رسالة كتابها الملهم، قالت الشيخة موزة: إن التحليق في السماء لا يقتصر على الرجال فقط، ومن حق الجميع الحصول على فرصة لممارسة الطيران. أود أن أُلهِم النساء والفتيات الصغيرات لتحقيق أحلامهن، وأؤكد لهنّ أن لديهنّ القدرة على النجاح في مجال الطيران إذا كان هذا هو ما يطمحنّ إليه. إن كل امرأة تستحق أن تُتاح لها الفرصة، لتُطلق العنان لأحلامها وتُحلّق عاليًا.