اكتشفت الجهات المتخصصة في المملكة العربية السعودية أكثر من 25 ألف قطعة أثرية، يعود تاريخها إلى القرنين الثاني والثالث الهجري (القرن الثامن والتاسع الميلادي)، في أربعة مواقع رئيسة بمدينة جدة، وصفها متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها "كنز أثري".
وقال برنامج "جدة التاريخية" بالتعاون مع هيئة التراث ،إن المواقع الرئيسة شملت مسجد عثمان بن عفان، والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي.
واحتوى مسجد عثمان بن عفان - وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"- على أقدم القطع الأثرية، بما في ذلك خشب الأبنوس الذي يعود تاريخه إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين. ويسلط هذا الاكتشاف، الضوء على دور المسجد كمركز للتبادل التجاري والثقافي، مع اتصالات تصل إلى الهند.
كما شملت المواد المكتشفة في المسجد مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين عالي الجودة التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة "جيانغ شي" الصينية، ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري تقريبًا (القرن السادس عشر والتاسع عشر الميلادي)، إضافة إلى أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسي.
كذلك عُثر على عددٍ من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام، التي حُفر عليها بعض الكتابات، وجدت في مقابر جدة التاريخية، متضمنة أسماء أشخاص ٍ وتعازي وآيات قرآنية، ولا تزال تخضع للدراسات والأبحاث، لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المتخصصين.
وكشف برنامج "جدة التاريخية" خلال أعمال التنقيب في موقع الكدوة (باب مكة) عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي، الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري (أواخر القرن الثامن عشر الميلادي).
ويأتي الإعلان عن الاكتشفات الأثرية، في ظل سعي مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان، للمحافظة على الآثار الوطنية، وإبراز المواقع ذات الدلالات التاريخية والعناية بها، وتعزيز مكانة جدة التاريخية كمركز حضاري، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في العناية بالمواقع الأثرية.