يعود مهرجان فينيسيا السينمائي 2024 بنسخته المنتظرة؛ إذ تتألق صالاته بعروض أولى مرتقبة لعدد من الأفلام التي طالما انتظرها عشاق السينما حول العالم.
ومن بين هذه الأفلام، يبرز فيلم "Beetlejuice Beetlejuice" للمخرج المبدع تيم بيرتون، وفيلم "Joker: Folie à Deux" للمخرج المتميز تود فيليبس، بالإضافة إلى "The Order" من إخراج جاستن كورزيل، و"The Room Next Door" للمخرج العالمي بيدرو ألمودوفار.
ولكن، بعيدًا عن صخب هوليوود وأضوائها اللامعة، ينطوي مهرجان البندقية على مساهمات مميزة ضمن لجانه التحكيمية أيضًا؛ إذ اختير اثنين من صناع الأفلام العرب المتميزين للعمل ضمن لجان التحكيم لهذا العام.
عبد الرحمن سيساكو: صوت من الصحراء
عبد الرحمن سيساكو، المخرج الموريتاني الذي حصل على إشادة دولية لقدرته الفائقة على استكشاف موضوعات معقدة مثل العولمة والمنفى، سيكون عضوًا في لجنة تحكيم المسابقة الرئيسة في المهرجان.
سيساكو ليس جديدًا على الساحة العالمية، فقد لفت الأنظار مع فيلمه "في انتظار السعادة" الذي فاز بجائزة فيبرسكي في مهرجان كان، وسلط الضوء على القضايا العالمية من خلال أفلامه، مثل "باماكو" الذي انتقد فيه المؤسسات الاقتصادية العالمية بجرأة، وفيلمه "تمبكتو" الذي حظي بترشيح لجائزة الأوسكار.
يتميز أسلوب سيساكو السينمائي بالوتيرة البطيئة التي تتيح للمشاهدين الغوص في أعماق القصص التي يرويها والتأمل في السياقات الاجتماعية والسياسية التي يعالجها، استخدامه للممثلين غير المحترفين يضيف طابعًا من الأصالة إلى أعماله، ويقدم مزجًا فريدًا بين الخيال والواقع.
سؤدد كعدان: صوت الحرب والأمل
من جهة أخرى، اخْتِيرَت المخرجة السورية سؤدد كعدان للعمل في لجنة تحكيم فئة أوريزونتي، كعدان التي ولدت ونشأت في دمشق، عرفت بأفلامها التي تعكس الواقع الصعب للسوريين، وتروي قصصًا تمزج بين دمار الحرب والأمل الذي لا يموت.
فيلمها "يوم أضعت ظلي" الذي نال جائزة أسد المستقبل في مهرجان البندقية السينمائي عام 2018، يجسد الصعوبات التي تواجهها الأم السورية مع ابنها في ظل الحرب الأهلية، ويعكس التحديات اليومية التي تعيشها العائلات السورية.
كعدان ليست مجرد مخرجة، بل هي مناصرة لصوت الفن السوري، تسعى دائمًا لعرض قصص أبناء بلدها على الساحة العالمية.
يقام مهرجان البندقية السينمائي في المدة ما بين 28 أغسطس إلى 7 سبتمبر، وسيكون للجمهور فرصة للتعرف على إبداعات السينما العالمية، بما في ذلك تلك القادمة من العالم العربي، التي لا تكتفي بعرض قصصها، بل تفتح نوافذ جديدة على تجارب إنسانية مشتركة.