في أجواء عبقت بتراث القصيدة الشعبية وألق الفنون الإماراتية الأصيلة، انطلق برنامج مجلس "ليالي الشعر" ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، ليشكّل واحداً من أبرز البرامج الثقافية التي تجمع بين الأصالة والتجديد، وتستقطب عشاق الشعر الشعبي الإماراتي من مختلف الأجيال.
يُعد مجلس "ليالي الشعر" هذا العام احتفاءً حياً بإبداعات شعراء أثروا الحركة الشعرية الشعبية في دولة الإمارات، وأسهموا في حفظ التراث الثقافي للأجيال المقبلة، إضافةً إلى فسح المجال أمام المواهب الشابة لتقديم إبداعاتها أمام جمهور واسع، في تجربة تكرّس التواصل بين الأجيال الأدبية.
افتتحت أنشطة المجلس بأمسية خاصة حملت عنوان "أصوات شعبية إماراتية"، قدمها الشاعر علي الوشاحي، واستضاف خلالها الشاعرين أحمد سالم بالعبدة الشامسي ومحمد بن حامد المنهالي، اللذين أبدعا بأداء قصائد تراثية جسدت روائع من فنون الشعر الشعبي الإماراتي مثل "الونة" و"التغرودة"، وسط تفاعل كبير من جمهور الحاضرين من شعراء ومحبّي الشعر.
استعرض المشاركون خلال الأمسية خصائص هذه الفنون التراثية، موضحين أن فن "الونّة" يتميز بنغماته الشجية التي تنقل مشاعر الحنين والأنين، بينما تمثل "التغرودة" إرثًا بدوياً أصيلاً ارتبط بالترحال، وأدرج في العام 2012 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو.
استضاف المجلس كذلك جلسة نوعية مع الشاعر والناقد والفنان التشكيلي الإماراتي علي العبدان، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، تناول خلالها تاريخ الأغنية الوطنية في الإمارات، موضحاً بداياتها، وأبرز شعرائها، وكيفية تفاعلها مع التحولات البيئية والمعيشية والسياسية، بالإضافة إلى تأثرها بالمحيط الخليجي، خاصة بالأغنية البحرينية والخليجية.
وقدّم العبدان قراءة ثقافية عميقة في تطور الأغنية الشعبية كأحد أهم أوجه التعبير الوطني والشعبي في دولة الإمارات.
اختتم مجلس "ليالي الشعر" فعالياته بأمسية سلطت الضوء على مواهب شعرية إماراتية شابة، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، إذ قدّم كل من الشعراء محمد برمان، ومانع جمعة الوشاحي، ومحمد عبيد الكعبي، قصائد نالت إعجاب الحضور، وعكست طاقة إبداعية واعدة.
أدار الأمسية الشاعر عيضة بن مسعود، وسط أجواء تفيض بالشغف والتقدير للفن الشعبي الإماراتي.