في عام 1975، اقتحم رجل متحف ريجيكس في أمستردام وانقض على لوحة "دورية الليل" للفنان رمبرانت بسكين حاد، مما تسبب في أضرار جسيمة لها.
لم يكن هذا الحادث المؤسف الوحيد الذي تعرضت له اللوحة، ففي عام 1990، قام شخص آخر بإلقاء مادة حارقة على اللوحة نفسها، ولا تزال دوافع الهجومين غير معروفة حتى الآن.
على مر السنين، تعرضت العديد من الأعمال الفنية لهجمات مختلفة، تنوعت أسبابها بين الدوافع النفسية، والاحتجاج، ومحاولة خلق عمل فني جديد.
ويُثار تساؤل كبير حول ما إذا كان التخريب يمكن أن يُعتبر فنًا بحد ذاته، أو وسيلة فعالة لجذب الانتباه إلى قضايا مهمة، أو إذا كان يؤدي إلى النفور منها.
فيما يلي أعمال فنية تعرضت للاعتداءات على مر العصور:
"الموناليزا" لليوناردو دافنشي
تعد لوحة الموناليزا واحدة من أشهر اللوحات في العالم؛ لذا من الطبيعي أن تكون أيضًا إحدى القطع الأكثر تعرضًا للهجوم. تم صب الحمض على ليزا جيوكوندو، وضربها بصخرة في عام 1956، وهوجمت بالطلاء في عام 1974. وفي عام 2009، ألقت امرأة روسية فنجان شاي من متجر متحف اللوفر الخاص على اللوحة. وفي عام 2022، قام أحد الناشطين في مجال البيئة بتلطيخها بالكعك.
"عباد الشمس" لفان جوخ
استهدف هجوم آخر نفذه متظاهرون بيئيون لوحة "عباد الشمس" للفنان فنسنت فان جوخ في المعرض الوطني في لندن عام 2022 برش الحساء عليها. لحسن الحظ، لم تتعرض اللوحة للأذى؛ لأنها محمية بالزجاج.
"غرنيكا" لبابلو بيكاسو
في حادثة أخرى، قام توني شافرازي برش عبارة "KILL LIES ALL" على لوحة غرنيكا لبيكاسو أثناء إعارتها لمتحف الفن الحديث في نيويورك. كان هذا العمل احتجاجًا على حرب فيتنام، ولم تتعرض اللوحة لأضرار دائمة بفضل طلائها السميك.
"تكوين بالأحمر والأبيض والأزرق" لبيت موندريان
إحدى أكثر حالات التخريب الفني غرابة، حيث لم تنفذ بالحساء أو الطلاء، بل بالقيء.
في عام 1996، تقيأ طالب الفن الكندي جوبال براون على لوحة بيت موندريان بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق في متحف الفن الحديث في نيويورك، مدعيًا أن العمل كان "هادئًا" لدرجة تجعله يشعر بالغثيان. تناول براون كعكة زرقاء اللون وجيلو أزرق، للتأكد من أن لون قيئه يتناسب مع ألوان اللوحة.
"الصليب الأبيض" لكازيمير ماليفيتش
في عام 1997، رسم الفنان الأدائي ألكسندر برينر علامة الدولار الأخضر على لوحة الصليب الأبيض لكازيمير ماليفيتش. ونتيجة لذلك، حُكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر. دافع برينر عن نفسه قائلاً إن الصليب يرمز للمعاناة وعلامة الدولار ترمز للتجارة، وأن عمله كان بمثابة حوار مع الفنان ماليفيتش.
"مبولة دوشامب" لمارسيل دوشامب
في عام 1993، قام الفنان الفرنسي بيير بينونسيلي بالتبول في مبولة مارسيل دوشامب الشهيرة، وقام في مناسبة أخرى بضربها بالمطرقة، ما أدى إلى سجنه مدة شهر. ومع ذلك لم يرتدع الفنان، فحاول مجددا تخريبها، ما استدعى ترميمها.
