يرى بيل غيتس أن الجميع يجب أن يقرأ كتاب مصطفى سليمان، "الموجة القادمة: التكنولوجيا والقوة وأعظم معضلة في القرن الحادي والعشرين"، الذي يسلط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل.
غيتس يعد الكتاب مرجعًا مهمًا، لأنه يقدّم رؤية واضحة حول الفرص والمخاطر التي سيشكلها الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة وفق موقع "سي إن بي سي".
في الكتاب، يشرح مصطفى سليمان كيف ستؤدي التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات جذرية في معظم الصناعات، ما يؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف بالآلات.
ووفقًا لدراسة من ماكينزي، قد تصبح نصف الأنشطة الوظيفية مؤتمتة بحلول عام 2030. سليمان يعتقد أن هذا التحول سيتسبب في اضطراب واسع النطاق، إذ سيحتاج مئات الملايين من الأشخاص إلى إعادة تدريب والانتقال إلى مجالات جديدة للعمل.
رغم أن الذكاء الاصطناعي سيساعد الموظفين على أن يكونوا أكثر كفاءة في بعض الحالات، فإن هناك قلقًا من أن هذه الأدوات قد تحل محل العمالة البشرية.
وبينما يعتقد سليمان أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في النمو الاقتصادي، إلا أن الوظائف التي سيخلقها قد لا تكون متاحة للجميع، خاصة في القطاعات التي تعتمد على المهارات الاجتماعية والإبداع.
سليمان يرى أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر في كل صناعة، من التصنيع إلى العمل المعرفي. وعلى الرغم من أن بعض الوظائف مثل السباكة والكهرباء قد تكون أكثر مقاومة للتقنيات الجديدة، فإن معظم العمال سيحتاجون إلى تطوير مهارات جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي في مهامهم الحالية.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن العديد من الشركات بدأت بتدريب موظفيها على استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعد خطوة هامة للاستعداد للمستقبل.
يتوقع البعض أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف أكثر مما سيقضي عليها، مع تحول التركيز إلى التعاون بين البشر والآلات.
وفي المستقبل، قد تسهم هذه الثورة في نمو اقتصادي أكبر، لكنّ هناك قلقًا من أن التحولات ستكون تدريجية جدًا، ولن تكون جاهزة لتلبية احتياجات القوى العاملة في الوقت الملائم.
غيتس وسليمان يظلان متفائلين بشأن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في المستقبل، مثل تطوير العلاجات المبتكرة للأمراض وتقديم حلول لتغير المناخ والتعليم.
ولتحقيق هذا المستقبل المثالي، يجب على الناس الاستعداد لتبني هذه التقنيات الجديدة. يمكن للجميع البدء بتعلم المهارات الأساسية للذكاء الاصطناعي، سواء من خلال دورات مجانية أو استخدام أدوات مثل "تشات جي بي تي" لتطوير مهاراتهم.
يرى سليمان أن التغييرات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي ستحدد شكل الحياة البشرية في المستقبل. وهذا يشمل التحديات التي ستواجه البشر في مواءمة مهاراتهم مع التقدم التكنولوجي، مع تأكيد ضرورة تبني هذه التقنيات والعمل معها لضمان استفادة الجميع منها.