أوقعت بغرامها الملك فارق، وتوفيت بانفجار غامض أخفى ملامحها الجميلة، ولا يعرف من هو والدها الحقيقي، وتسببت وفاتها بانهيار رشدي أباظة، إنها الممثلة المصرية كاميليا التي رحلت في مثل هذا اليوم قبل 74 عامًا.
ولدت ليليان فيكتور ليفي كوهين، المعروفة باسم "كاميليا" في 13 ديسمبر/ كانون الأول 1919 في مصر، لأمٍ من أصل بريطاني، وتدعى أولجا لويس أبنور، ولم يُعرف من يكون والدها الحقيقي، إذ كثرت الروايات بشأنه، فبعضهم يقول إنه مهندس فرنسي رفض الاعتراف بها، ويوجد من يقول إنه تاجر بريطاني سافر قبل ولادتها بعد خسارته المادية، ويوجد من يزعم أن والدها توفي بعد ولادتها بأيام.
أما كنيتها، فمنحها إياها زوج والدتها فيكتور ليفي كوهين، وهو تاجر ذهب يهودي ثري من أصل يوناني، قرر تبنيها وإعطاءها اسمه.
بدأت كاميليا مسيرتها الفنية في سن الـ 27، إذ اكتشفها المخرج أحمد سالم، وأعجب بها إعجابًا شديدًا بسبب جمالها، ووعدها بأن يجعل منها نجمة سينمائية كبيرة، واختار اسم كاميليا لها، ودربها على التمثيل والرقص.
ولكن يعود الفضل في ظهورها السينمائي لأول مرة للمخرج يوسف وهبي، الذي ضمها لفيلم "القناع الأحمر"، ثم لاقت شهرة واسعة، وأصبحت صاحبة أعلى أجر في الوسط الفني خلال مدة الأربعينيات.
لم تستمر مسيرة كاميليا الفنية سوى 3 أعوام، وقدمت خلالها كثيرًا من الأفلام المهمة، هي "الكل يغني" و "فتنة" و"خيال امرأة" و"الروح والجسد" و" أرواح هائمة" و"الستات كدة" و "ولدي" و "نص الليل" و "شارع البهلوان" و "طريق القاهرة".
وفي رصيدها أيضًا مسرحية واحدة هي "خطف مراتي".
عاشت كاميليا علاقة عاطفية مع الممثل رشدي أباظة بعد تعرفها عليه في أحد الأفلام، ولكن حال الملك فاروق في إتمام تلك العلاقة، إذ إنه وقع بغرامها بعد رؤية صورها على المجلات، وقرر الانفصال عن الملكة فريدة من أجل الزواج بها.
وقيل أيضًا إن كاميليا كانت مصرة على إيقاعه بشباكها، وفي أول حفلة حضرها لها أصرت على الغناء والرقص، وأن فاروق حذر رشدي أباظة من التقرب من كامليا ما دفع رشدي إلى السفر خارج مصر خوفًا منه.
وأكد أباظة في لقاء صحفي أن فاروق كان متعلقًا جدًّا بكاميليا، خاصة بعد حملها منه، إلا أنها أجهضت في الشهر السادس إثر سقوطها عن الحصان.
وفي عام 1950، عاد أباظة إلى القاهرة والتقى كاميليا، واتفقا على الزواج في روما، ولكن الموت خطفها قبل زفافهما بشهرين فقط عندما كانت متجهة إلى روما لإتمام أوراق زواجهما.
وأصيب أباظة حينئذٍ بانهيار عصبي، وبقي في المستشفى مدة أسبوعين، وهو يتناول المهدئات والمنوم.
يلف سبب وفاة كاميليا كثيرًا من الغموض، إذ إنها توفيت بأول حادث طائرة مدنية مصرية "ستار أوف ماريلاند" رحلة 903، المتجهة إلى روما، وسقطت الطائرة بالقرب من محافظة البحيرة المصرية، وكانت تقل 48 راكبًا فقط، وعثر على جثتها نصف متفحمة.
ويعتقد بعضهم أن الحادث مدبر من الملك فاروق الذي قتلها بسبب تسريبها لأخبار أمنية سياسية.
ولكن تلك التكهنات تتعارض مع تصريحات الكاتب أنيس منصور، الذي أكد أن كاميليا في ذلك اليوم لم تحصل على تذكرة طائرة، وكانت حزينة للغاية بسبب ذلك، وهو أعطاها تذكرته بعد تعرضه لظروف طارئة.