فُجع الوسط الفني برحيل الملحن المصري الكبير محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة ناتجة عن ضغوط نفسية حادة. هذا الخبر ترك حالة من الحزن والذهول بين محبيه وزملائه، خاصة بعد مسيرة موسيقية مميزة حصد خلالها جوائز عالمية، إلا أن الأقدار لم تمهله لإتمام مشاريعه الفنية المنتظرة.
طوال مسيرته الفنية، عانى محمد رحيم من تجاهل أوجاعه رغم التاريخ الفني الكبير الذي صنعه، ما ترك أثرًا نفسيًا عميقًا عليه.
ووفق ما كشفه المقربون، كانت حسرة الانتظار ورؤية أعماله الجديدة تعصف بقلبه، لتتسبب في نهاية الأمر في تعرضه لأزمة صحية أودت بحياته.
قبل وفاته، كان رحيم يعمل على عدد من المشاريع الفنية الكبيرة التي لم يكتب لها الخروج إلى النور. أبرز هذه الأعمال دويتو غنائي جمع بين النجمين محمد منير وتامر حسني تحت عنوان "الذوق العالي"، من ألحانه وكلمات الشاعر تامر حسين.
كما كان يجهز "دويتو" آخر يجمع بين محمد منير ومحمد رمضان من كلمات الشاعر أمير طعيمة، إلى جانب أغنية للفنانة مايا دياب التي ظهرت معه، مؤخرًا، من داخل الأستديو، وحرصت على نعيه، وكتابة كلمات مؤثرة تعرب فيها عن صدمتها من خبر رحيله.
كما ألمح في تعليقه قبل وفاته على صفحته الفنانة نانسي عجرم لوجود تعاون بينهما قريباً، قائلاً لها :" ربنا يخزي العين، وعقبال إللي بالي بالك".
في أيامه الأخيرة، أظهر "رحيم" تفاعله مع جمهوره رغم معاناته الصحية. ونشر صورة عبر حسابه الرسمي على "إنستجرام" قبل ساعات من وفاته، وكتب تعليقًا بسيطًا "رحيمات". بدا عليه الإرهاق لكنه استمر في مشاركة أعماله مع محبيه.
الشاعر بهاء الدين محمد تحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة محمد رحيم، كاشفًا عبر صفحته على "فيسبوك" أن الضغوط النفسية التي تعرض لها كانت السبب المباشر لوفاته. وكتب معلقًا: "محمد رحيم ارتاح خلاص... ثمن الضغط على الإحساس.. اللهم ارحمه واغفر له".
الملحن الراحل كان قد طرح، مؤخرًا، أغنية "بنت اللذينة"، التي كتبها ولحنها ووزعها بنفسه، وذلك عبر قناته على "يوتيوب".
ومع إعلان خبر وفاته، نعى الشاعر تامر حسين صديقه الراحل بكلمات مؤثرة عبر "فيسبوك": "إنا لله وإنا إليه راجعون... أسألكم الدعاء للمبدع العزيز الأخ المحترم الملحن الكبير محمد رحيم... ربنا يسكنه الجنة ويصبر أهله وذويه".
برحيل محمد رحيم، خسر الوسط الفني أحد أبرز الملحنين في مصر والعالم العربي، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا وأعمالًا تلامس القلوب، ليبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الموسيقى العربية.