تصدر اسم النجم الفرنسي آلان ديلون قائمة الأعلى بحثًا، بعد تداول أخبار وفاته صباح اليوم الأحد، بعد معاناة طويلة مع المرض، إذ قيل إنه طلب الموت الرحيم لإنهاء حياته.
ولد آلان فابيان موريس مارسيل في منزل متواضع بمقاطعة السين، في 8 نوفمبر 1935، لعائلة برجوازية، فوالده فرانسوا فابيان ديلون، كان عارض أفلام، ثم مدير سينما "لو ريجينا" في بورغ لا رين، ووالدته إديث ماري سوزان أرنولد، كانت مساعدة في صيدلية، وموظفة مسرح في السينما.
انفصل والدا النجم حين كان بعمر الرابعة، ليتزوج والداه مجددًا، ونتيجة لذلك كان لديه أخوان غير شقيقين، وأخت بالتبني من جهة والده، وأخوان غير شقيقين من جهة والدته.
جرى تسليم آلان إلى عائلة حاضنة بعد ذلك، والتي ستظل بالنسبة له جرحًا في طفولته لن يلتئم أبدًا، وفي أثناء إقامته معهم، أصبح ديلون شغوفًا بسباق الدراجات، وكان يأمل أن يصبح متسابق دراجات، مثل فاوستو كوبي.
توفي الوالدان الحاضنان لاحقًا، وأُعيد ديلون إلى عائلته، وتولى والداه حضانته المشتركة، ولكن بسبب قلة الاهتمام التي كان يمنحه إياها والديه، طور ديلون سلوكًا غير منضبط، وبدأ يثير المشاكل في كل مكان يحل به.
طُرد ديلون من عدد قليل من المدارس، حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، ودخل معهد "سان نيكولاس ديجني"، وفي أثناء وجوده في المدرسة، أتيحت له الفرصة لتصوير دور بلطجي في فيلم Le Rapt، وهو فيلم قصير صامت مدته 22 ثانية من إخراج أوليفييه بورغينيون، وهو صديق لوالده، ليعد أول تجاربه التمثيلية.
بعد حياة مليئة بالمشاكل والتخبطات، اكتشف ديلون حي "سان جيرمان دي بري الصاخب"، وهناك التقى الممثلة بريجيت أوبر في نادي سان جيرمان، وبدأت حياتهما العاطفية؛ حينئذٍ بدأ يبتعد عن العالم السفلي، وغير مسيرته المهنية.
ويُشار إلى أن هنري ويلسون، الذي كان مسؤولًا عن تجنيد المواهب الجديدة نيابة عن ديفيد أوه سيلزنيك، اكتشف موهبة ديلون، وعرض عليه تجربة التمثيل في روما، وهكذا اقترب من عالم السينما، من دون أي تدريب خاص بوصفه ممثلًا.
عُرف ديلون بأنه أحد أبرز الممثلين الأوروبيين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، بفضل أسلوبه ومظهره وأدواره التي جعلته رمزًا دوليًّا.
وعلى مدار مسيرته المهنية، عمل ديلون مع كثير من المخرجين، بما في ذلك لوتشينو فيسكونتي، وجان لوك جودار، وجان بيير ميلفيل، ومايكل أنجلو أنطونيوني، ولويس مال.
وجمعه ديو غنائي مع النجمة الفرنسية ذات الأصول المصرية داليدا في أغنية "Paroles, paroles" عام 1973، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وشهرة واسعة.
وقد ألف الأغنية سلفاتوري كوتونيو وفيتو بالافيتشيني، وحققت نجاحًا كبيرًا في فرنسا، وفي أنحاء أوروبا جميعها.
وتدور كلمات الأغنية حول محادثة بين حبيبين، إذ لا يمتلك كل واحد منهما القدرة على التعبير عن مشاعرهما تجاه بعضهما، ويقترح المغنيان أن الكلمات لا تكفي للتعبير عن حبهما.
وغنى الأغنية كثير من الفنانين الآخرين، بما في ذلك سيلين ديون وأندريا بوتشيلي.
حصل ديلون على جوائز في مهرجانات مرموقة، وكثيرًا ما كُرِّم طوال حياته المهنية، في عام 1985، فاز بجائزة "سيزار" لأفضل ممثل عن أدائه في فيلم Notre histoire (1984).
وفي عام 1991، أصبح عضوًا في وسام جوقة الشرف الفرنسي، وفي مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين، فاز بجائزة الدب الذهبي الفخري، وفي مهرجان كان السينمائي لعام 2019، حصل على السعفة الذهبية الفخرية.