تصادف اليوم الخميس 22 أغسطس، الذكرى الثالثة عشرة لرحيل "دنجوان السينما المصرية" كمال الشناوي، الذي لمع نجمه خلال ستينيات القرن الماضي، وبقي فتى الشاشة الأول لأكثر من عشرين عاماً، بنظر المنتجين والمخرجين والجمهور.
تحمل حياة الشناوي الذي رحل عن عمر 92 عاماً، الكثير من الأسرار الغريبة، أبرزها أن عرافة أنقذت حياته، وساهمت في شهرته الفنية، فضلاً عن حدوث خلاف مع الفنانة كاميليا على قبلة في أحد الأعمال.
ولد كمال الشناوي في السودان، وخلال طفولته انتقل إلى مصر، وأكمل دراسته في كلية التربية الفنية، والمعهد العالي للموسيقى، وعمل كمدرس للرسم في إحدى المدارس المصرية، لكنه كان يحلم بدور البطولة في السينما، وهو ما تحقق عام 1948 صدفةً عن طريق المخرج نيازي مصطفى، حيث مثل في فيلم "غنى الحرب"، ولأن الفيلم نجح جماهيرياً توالت أفلامه حتى بلغ عددها ما يقارب 200 فيلم، أبرزها: "حمامة السلام"، و"موعد مع الرئيس"، و"العجوز البلطجي"، و"ساعة لقلبك"، و"دعوني أعيش"، و"اللص والكلب"، وآخرها كان "ظاظا" عام 2006.
ولم يقدم الشناوي خلال مسيرته الفنية التي امتدت قرابة 70 عاماً، سوى 3 مسرحيات، هي: "أدب الجواز"، و"مصيدة للإيجار"، و"اللعب على المكشوف".
أما مسيرته التلفزيونية، فبدأت عام 1977 في مسلسل "عيون القلب"، وقدم بعدها 30 عملاً، أبرزها: "أنف وثلاث عيون"، و"المرشدي عنتر"، و"هند والدكتور نعمان"، و"السمان والخريف"، و"أولاد حضرة الناظر"، و"زينب والعرش"، وكان آخرها مسلسل "لدواعٍ أمنية" الذي قدمه عام 2002.
والكثير لا يعرف أن كمال الشناوي هو أول فنان قدم برنامجاً إذاعياً في الوطن العربي خلال ستينيات القرن الماضي، وفي رصيده ثلاثة برامج، هي: "صور وحكايات" للأطفال، و"على المصطبة"، و"فن الحياة".
ولم يكتف كمال الشناوي بالنجاح الباهر الذي حققه في التمثيل؛ إذ خاض تجربة التأليف للمرة الأولى سنة 1956 في فيلم "وداع في الفجر" الذي منع من العرض بسبب ظهور الرئيس حسني مبارك بأحد مشاهده، كما كتب كل من "سامحني" و "الوديعة" و"نساء الليل". وخاض تجربة الإخراج مرة واحدة في حياته، في فيلم "تنابلة السلطان" عام 1965.
تزوج الشناوي خمس مرات خلال حياته، كما عاش تجربة الزواج المتعدد، وقيل أنه وقع في الحب من طرف واحد، وزوجته الأولى هي عفاف شاكر، شقيقة الفنانة شادية، وتزوجها بعد قصة حب عاصفة بدأت في أول أفلامه "غنى الحرب".
أما زوجته الثانية، فكانت الفنانة ناهد شريف التي أحبها خلال مشاركتهما في فيلم "تحت سماء المدينة"، وتزوجها سراً لمدة 6 سنوات على زوجته الأولى. وفي المرة الثالثة تزوج بالراقصة المعتزلة هاجر حمدي، وأنجب منها ولديه عمر وإيمان. فيما تزوج للمرة الرابعة من سيدة المجتمع اللبنانية زيزي الدجوي، والتي أنجبت ابنه محمد. أما الزوجة الأخيرة، فهي سمر التي عاشت معه حتى وفاته. أما تجربة الحب من طرف واحد، فكانت مع الفنانة راقية إبراهيم، والتي اكتشفت ذلك، بعد رؤيتها لرسمة صورتها مرفقة بكلمات رومانسية.
مرت حياة الفنان الراحل بعدة أزمات؛ إذ إنه عاش خلافاً مع الفنان أنور وجدي، بعدما سخر منه في أحد اللقاءات واتهمه بالغرور، كما نشب خلاف بينه وبين النجمة كاميليا لرفضه تقبيلها في مسلسل "شارع البهلوان" بسبب صيامه وقت التصوير، أثناء شهر رمضان، ما جعل كامليا تغضب وترفض تصوير المشهد لاحقاً.
لكن المثير هو اعتراف الشناوي بنفسه، في أحد اللقاءات عن وجود علاقة تربطه بعرافة، أنقذت حياته مرة من الموت المؤكد في حادث سير، واتصلت به مرة أثناء تصوير بعض المشاهد محذرة إياه من إصابة بليغة قد تصيبه في يده اليسرى، وهذا ما حدث معه بعد ساعات.
كما اعترف كذلك، أنه كان يتلقى استشارات منها في اختيار الأعمال والأماكن التي يذهب إليها.