بدايات لامعة ونهاية صادمة مأساوية، كان سببها إدمانها المخدرات، من منا لا يتذكر المغنية الأمريكية ويتني هيوستن التي أمتعتنا بأغانيها لسنوات وسنوات، بالرغم من أحزانها وحياتها التعيسة.
ويتني هيوستن من مواليد 9 أغسطس/آب عام 1963، وقد بدأت حياتها الفنية مصادفة في فترة مراهقتها، إذ كانت تعمل عارضة أزياء، عندما تبنتها شركة إنتاج سمعتها تغني رفقة والدتها داخل أحد المقاهي.
أصدرت هيوستن أول ألبوماتها الغنائية عندما كانت في عمر ال22، وضم الألبوم حينها 12 أغنية تصدرت إحداهن "كيف أعرف" المركز الأول في الأغاني الأمريكية، لتكون بذلك أول فنانة من أصل أفريقي تحتل هذا المركز.
وكانت فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي الفترة الذهبية في حياة هيوستن، إذ وصلت أوج نجوميتها فيها، ولفتت نظر العالم بالامتدادات الصوتية الواسعة والقوية لصوتها، كما تفردت بموسيقاها، وحصدت لقب "أيقونة موسيقى البوب الأميركية الأفريقية".
ومن أشهر أغنياتها: "لا أملك شيئاً"، و "أنا أتطلع إليك" و"لحظة واحدة"، و"أنا كل امرأة"، و"سأظل أحبك دائماً"، و"الرجل الذي أحتاجه".
وتبوأت هيوستن المركز الثالث في قائمة فوربس كأفضل فنانة أمريكية، وتقدمت كل من أوبرا وينفري وباربرا سترايسند عليها.
كما دخلت مجال التمثيل، وشاركت في 3 أفلام سينمائية هي: "انتظر لتتنفس"، و"زوجة الواعظ"، و"الحارس الشخصي".
بعد منتصف التسعينيات وهذا النجاح الباهر، انحرفت هيوستن عن مسارها الفني، ودخلت في طريق تعاطي المخدرات، وسط معاناتها من مشاكل مالية واجتماعية.
واكتشف المسؤولون عن الأمن سنة 2000 كميات كبيرة من المخدرات في حقائب السفر الخاصة بها داخل المطار، كما قيل إنها، في عام 2011، قررت الابتعاد عن المخدرات واللجوء إلى مركز معالجة من الإدمان كمريضة خارجية.
وفي عام 2012، لاقت مصرعها بجرعة زائدة من المخدرات، ورحلت عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بعد إحيائها حفل توزيع جوائز جرامي ولاية لوس أنجلوس، إذ وجدت ليلتها غارقة داخل حوض استحمام بفندق "بيفرلي هيلتون".
خلال مسيرتها الفنية، عاشت ويتني هيوستن عددًا من العلاقات العاطفية، كان أبرزها مع الممثل إيدي ميرفي، ولاعب كرة القدم الأمريكي راندال كننغهام.
وفي عام 1992 دخلت القفص الذهبي مع مغني البوب بوبي براون، وبعد عام واحد أنجبت ابنتها الوحيدة بوبي كريستينا، وانتهى زواجهما بعد 15 عاماً؛ بسبب مشاكلهما الشخصية وتعاطي ويتني للمخدرات.
وما يثير الجدل في حياة ويتني هيوستن هو وفاة ابنتها الوحيدة بوبي كريستينا في سن الـ22، بالطريقة ذاتها التي توفيت بها هي، إذ وجدتها الشرطة غارقة في حوض الاستحمام بعد 3 سنوات من وفاة والدتها، وحينها دخلت في غيبوبة لمدة 6 أشهر، ثم فارقت الحياة، ورفضت المحكمة الأمريكية كشف أسباب وفاتها، وأبقتها كمعلومات سرية.
وكانت كريستينا بوبي تسير على خطى والدتها الراحلة، وبدأت الغناء عندما كانت في سن 6 سنوات، حينها غنت رفقة والدتها على المسرح أغنية "حبي هو حبك"، كما أنها سجلت أغنية "ليتل درامر بوي" في ألبوم "هوليداي"، عام 2003.