رسم الثنائي لوريل وهاردي الضحكات على وجوه الجمهور لسنوات طويلة، ورافقوهما منذ بداية انطلاق العروض المسرحية، لفرقة "لوريل وهاردي" الشهيرة.
هذه المقدمة بمناسبة ذكرى وفاة أوليفر هاردي عن عمر ناهز 65 عاماً، والتي تصادف 7 آب / أغسطس من كل عام.
وتوفي هاردي بعدما أهمل صحته، حيث أصيب بجلطة دماغية شديدة جعلته طريح الفراش لمدة عام تقريباً.
وسبب إهماله لصحته يعود إلى فشله في عمله وعدم تقديم فرص عمل جديدة له ولصديقه لوريل؛ إذ تم إعطاء فرص لممثلين جدد، وجرى استبعادهما تماماً.
وبدأ أوليفر هاردي تقديم عروض استعراضية رفقة صديقه لوريل في الولايات المتحدة بعدما اكتشفهما المخرج ليو مكاري، وتوقع تقديمهما الكثير من العروض الفكاهية معاً.
وبالفعل، أسس الثنائي الفرقة، وأطلقا أول أفلامهما معاً و"Duck Soup" و"Slipping Wives"، ثم قدما فيلم "Putting Pants on Philip" الذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية لهما.
وكان الثنائي يقدمان في جميع أفلامهما الرجلين "النحيل" الغبي و"البدين" الذكي الذي يحاول إنقاذ صديقه من الورطات الكثيرة التي تلم به بذكاء، بالرغم من أنه لا يمتلك منه شيئاً، كما جسدا شخصيات الفقراء والمهتمين بالبحث عن عمل، والأصدقاء الذين يواجهون الكثير من المشاكل الطريفة.
وخلال مسيرتهما التي امتدت حوالي 30 عاماً، قدم الثنائي ما يقارب 107 أفلام، وحاز أحدها "صندوق الموسيقى" على جائزة الأوسكار عام 1932 كأفضل فيلم كوميدي قصير.
وبالرغم من أن هاردي كان يثير ضحكاتنا بشدة، إلا أنه لم يكن يعيش حياة سعيدة، فقد عاش يتيم الأب، ولم يكن يعرفه مطلقاً بسبب وفاته بعد عام واحد فقط من ولادته.
كما فجع هاردي بوفاة شقيقه الأكبر غرقاً أمام عينيه بعد فشله في إنقاذه، ولم ينجح بإتمام دراسته العسكرية ولا حتى دراسته الفنون في الجامعة.
وبدأ هاردي بالعمل كمغنٍّ في المسارح، وحينها أطلق اسم "أوليفر" على نفسه تيمناً باسم والده الراحل.
وبعد أن بلغ سن 18 افتتح هاردي صالة سينما، وكان يعمل بجميع وظائفها، وحينها اكتشف موهبته الفريدة، وقرر دخول التمثيل.
وكانت آخر أعمال الثنائي فيلم "يوتوبيا" الذي عرض عام 1951، ولم يحظ بنجاح واسع، ولم يستطيعا أن يقدما الحلقات التلفزيونية التي كانا مقررين أن يقدماها بسبب مرضهما.
وحرصت الولايات المتحدة على تكريم أوليفر هاردي على مسيرته، من خلال تجسيد نجمة خاصة به في ممشى المشاهير في هوليوود، كما أنتج له فيلم فيديو بعنوان "المغامرات الجديدة للوريل وهاردي" بطولة برونسون بينشوت وغايلارد سارتاين.
بالإضافة إلى ذلك أُسس متحف صغير للثنائي في مدينة هاردي الأصلية، وتحتفل المدينة به كل عام بتنظيم مهرجان خاص فيه في 1 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.