في عالم السينما والفن، لا يقتصر الإبداع على التمثيل فقط، بل يمتد إلى خوض تحديات الإنتاج، إذ تضع الفنانات بصماتهن في الصناعة خلف الكاميرا.
وعبر التاريخ الفني وحتى يومنا هذا، شهدنا تجارب مميزة لعدد من النجمات اللواتي خُضن غمار الإنتاج، ليصبحن جزءًا أساسيًا من عملية صناعة الأفلام.
وتستعرض "فوشيا" في هذا التقرير أبرز الفنانات اللواتي قدمن إسهامات متميزة في هذا المجال.
اختارت الفنانة درة زروق تجربة الإنتاج لأول مرة من خلال فيلم وثائقي تسجيلي بعنوان "وين صرنا؟" الذي جمع بين الإخراج والإنتاج.
وقد عُرض الفيلم في الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ليكون بداية جديدة لدرة خلف الكاميرا، وأكدت من خلالها قدرتها على تقديم عمل فني متكامل يحمل بصمتها الإبداعية.
خاضت الفنانة السورية سلاف فواخرجي تجربة الإنتاج من خلال فيلم "سلمى"، الذي يعالج مأساة الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف.
ويتناول الفيلم قضايا شائكة مثل الفساد والبيروقراطية وعمالة الأطفال والتهريب، من خلال شخصية "سلمى" التي تقرر مواجهة هذا الواقع البائس بأمل الإصلاح والتغيير.
وقد تميزت تجربة سلاف بدمج القضايا الإنسانية برؤية فنية عميقة.
خاضت الفنانة إلهام شاهين تجربة الإنتاج في أكثر من عمل فني، بعضها تصدرت بطولاته مثل فيلم "يوم للستات" و" خلطة فوزية"، وغيرها لتؤكد أنها لا تطمح للربح من وراء الأعمال بقدر ما تريد تقديم أعمال قيمة تضاف للمكتبة الفنية.
عرف الجمهور الفنانة إسعاد يونس كممثلة ومقدمة برنامجها الشهير "صاحبة السعادة"، لكنها أثبتت نفسها كمنتجة بارعة في عدد من الأعمال آخرها فيلم "عصابة عظيمة"، الذي تدور أحداثه حول شخصية "عظيمة"، المرأة الكفيفة التي تواجه الاحتيال بمساعدة عائلتها.
وفي هذا العمل، أظهرت إسعاد قدرتها على تقديم قصص إنسانية بلمسات درامية عميقة مع نفحة من الكوميديا.
كانت الفنانة الراحلة مديحة يسري من أوائل الفنانات اللواتي خضن تجربة الإنتاج السينمائي في الخمسينيات، حيث بدأت بفيلم "إني راحلة" الذي قاسمت بطولته مع عماد حمدي، واستمرت في إنتاج أعمال ناجحة بمشاركة نجوم كبار مثل سعاد حسني وفؤاد المهندس، لتترك بصمة مميزة في تاريخ السينما المصرية.
تميزت الفنانة الراحلة آسيا بدورها الريادي في مجال الإنتاج، حيث قدمت مجموعة من الأفلام التي تعتبر علامات بارزة في السينما المصرية، منها "ليلى"، و«شجرة الدر»، و«الهانم». كانت آسيا نموذجًا للفنانة الشاملة التي ساهمت في تطور الصناعة بجرأة وابتكار.
لم تكتفِ نادية الجندي بلقب "نجمة الجماهير"، بل قررت الاستثمار في موهبتها عبر الإنتاج. قدمت أفلامًا مثل «شوق» و«ليالي ياسمين»، كما شاركت في إنتاج مسلسلها الناجح «أسرار». أثبتت نادية من خلال هذه التجربة قدرتها على الموازنة بين الأداء الفني وإدارة الإنتاج بنجاح.
تظل تجربة الإنتاج محطة مفصلية في حياة الفنانات، حيث تُبرز شجاعتهن وإصرارهن على تقديم أعمال فنية تحمل رؤى خاصة. هؤلاء النجمات ألهمن أجيالًا من الفنانات للبحث عن أدوار أكثر تأثيرًا في صناعة السينما، ليظل الإبداع النسائي حاضرًا في كافة تفاصيل المشهد الفني.