شهد عام 2024 الكثير من الأعمال الدرامية المميزة، وحظيت بعض المسلسلات والأفلام المصرية التي قُدمت به بنسب مشاهدةٍ أعلى من غيرها، إلى جانب تميز عددٍ من النجوم في أدوارهم وظهور بريقهم وموهبتهم بشكلٍ كبير.
وفي حين كان للجمهور كلمته، كان للنُقاد الفنيين كلمتهم أيضاً، وفي هذا التقرير تواصل "فوشيا" مع الناقد الفني طارق الشناوي الذي كشف رأيه في أفضل فنانة وأفضل فنانٍ وغيرها من الأمور الفنية.
هشام ماجد الأفضل بفضل التميز والعمل الجماعي
أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن الفنان هشام ماجد استحق لقب أفضل ممثل لهذا العام، وذلك لأنه قدم عدداً من الأفلام المهمة التي تتميز بجودة موضوعاتها واختياراتها، بالإضافة إلى كونه نجماً يركز على العمل الجماعي، ولا يسعى للاستحواذ على العمل الفني بشكل كامل، وهو أمر يختلف عما يفعله أغلب النجوم.
وأشاد الشناوي أيضاً برهان هشام ماجد على شراكات سينمائية ناجحة جعلته يتصدر قائمة الأفضل لهذا العام.
أفضل إخراج وفيلم إنساني
في مجال الإخراج، أوضح طارق الشناوي أن المخرج طارق العريان تفوق بمهارته وحرفيته من خلال فيلم "ولاد رزق"، الذي يُعد من أفضل الأفلام من حيث تكنيك الإخراج.
أما بالنسبة للقضايا الإنسانية، فقد أشار إلى فيلم "الرحلة 404" الذي أخرجه المخرج هاني خليفة، مشيداً بفكرته وأهميته الإنسانية.
منى زكي تتصدر أفضل الممثلات
فيما يتعلق بفئة أفضل ممثلة، أكد الشناوي أن الفنانة منى زكي كانت الأبرز هذا العام، مشيراً إلى تميزها في التعبير عن أدوارها بأداء احترافي جعلها تستحق هذا اللقب بجدارة.
كما أشار إلى أن الفنانة دينا الشربيني، من أفضل الممثلات التي لاقت إشادة واسعة عن دورها في مسلسل "كامل العدد"، الذي عُرض في رمضان، وحقق نجاحاً جماهيرياً.
أسوأ الأعمال بين الكم وضعف الجودة
عند الحديث عن الأعمال السينمائية الأقل جودة، أشار طارق الشناوي إلى أن جزءاً كبيراً مما قُدم هذا العام يندرج تحت إطار "الأسوأ"، موضحاً أنه من الصعب تحديد فيلم أو اثنين فقط؛ لأن ذلك يعني التغاضي عن عشرات الأعمال التي لم تقدم المحتوى المطلوب، وأكد أن ما لا يقل عن عشرين فيلماً تنافست على لقب الأسوأ بسبب ضعف المستوى الفني.
"الحشاشين" يتفوق في الدراما
في مجال الدراما، اعتبر طارق الشناوي أن مسلسل "الحشاشين" يُعد العمل الدرامي الأبرز لهذا العام، بفضل استثنائيته على مستوى النص والإخراج، إلى جانب تناوله قضايا درامية مؤثرة.
أما فيما يتعلق بأسوأ الأعمال الدرامية، فقد فضّل الشناوي عدم تسمية عمل معين لتجنب ظلم أي إنتاج حاول تقديم محتوى جيد، لكنه لم يحقق النجاح المطلوب.
عودة المسرح المصري وإنتاجات جديدة
أشار طارق الشناوي إلى أن هناك عودة ملحوظة للمسرح المصري هذا العام، حيث شهدت الساحة عودة نجوم كبار مثل أحمد حلمي، وكريم عبدالعزيز إلى خشبة المسرح، إلى جانب مشاركة هشام ماجد وشيكو في أعمال مسرحية جديدة
كما عادت الفنانة إسعاد يونس إلى المسرح بعد غياب طويل؛ وهو ما يُعتبر خطوة إيجابية لإحياء المسرح الخاص بعد فترة من التراجع.
تحديات الصناعة السينمائية والدرامية
بخصوص السينما، شدد طارق الشناوي على أن الدولة يجب ألا تقف مكتوفة الأيدي تجاه دعم الصناعة، مؤكداً أن تقديم الدعم المادي للأفلام ذات القيمة الفنية يُعد أمراً بالغ الأهمية.
واستشهد الشناوي بفيلم "رسائل البحر"، الذي لم يكن ليُنفذ لولا الدعم المادي الذي حصل عليه، مشيراً إلى ضرورة تخصيص دعم لخمسة أفلام سنوياً على الأقل لضمان استمرار الإنتاج الجيد.
وأضاف أن هناك مشكلة في اللوائح القانونية المتعلقة بالكهرباء وميزانية المهرجانات، حيث إن ميزانية مهرجان القاهرة السينمائي البالغة 20 مليون جنيه غير كافية في ظل التنافس الكبير؛ ما يتطلب من الدولة البحث عن رعاة وداعمين بدلاً من الاكتفاء بالإشراف فقط.
أما على مستوى الدراما، فقد أشار الشناوي إلى أهمية رفع سقف الحرية في الطرح، مؤكداً أن المنصات الرقمية ساهمت بشكل كبير في تقديم أعمال درامية متميزة وقصيرة الحلقات (8 إلى 13 حلقة) بدلاً من الالتزام بالنمط التقليدي لمسلسلات الـ30 حلقة. واعتبر أن هذه الخطوة أعادت القيمة الدرامية للأعمال.
