تعتمد المسلسلات على طاقمٍ قويٍ من الشخصيات لسرد أحداث القصة وضمان مسارها بشكلٍ صحيح، وعادةً ما يكون البطل الرئيس محورها، لتشد الجمهور، وتنال إعجابهم.
وفي حين أن البطل الرئيس قد يحظى بجل اهتمام مشاهدي ومحبي العمل، إلا أنه ليس من النادر أن تتفوق الشخصيات الثانوية في قصتها وطريقة أداء الممثلين لها، وكيفية تفاعل الجمهور معها.
وقد يحدث هذا الأمر لأسباب عديدة، بدءاً من قوة الشخصية الثانوية، مروراً بالأداء المميز، ووصولاً إلى كتابتها ببعض أفضل الحوارات.
وبغض النظر عن السبب، فإن بعضاً من الشخصيات في دراما رمضان 2025 نجحت، على الرغم من أنها لم تكن من الأبطال الرئيسين في قصة المسلسل.
استطاع عددٌ من الممثلين خطف قلوب المشاهدين بأدوراهم، على الرغم من أن القصة الرئيسة للعمل لا تدور حولهم.
تمكنت الممثلة اللبنانية سينتيا كرم من أن تحظى بتفاعلٍ كبيرٍ على وسائل التواصل الاجتماعي عبر شخصية "عدلا" التي قدمتها في مسلسل "بالدم".
وحظيت عدلا التي تعد شخصيةً ثانوية لها مسارها المنفصل عن مسار البطلة الرئيسة في مسلسل "بالدم" بإشادةٍ واسعةٍ، إذ أبدعت سينتيا في نقل موهبتها من الدراما المسرحية إلى الدراما التلفزيونية، واعتبرها الجمهور إحدى أقوى نجمات الدراما هذا العام.
كما تمكنت سينتيا من أن تضع "عدلا" في مكانةٍ فنيةٍ لا يُقاربها فيها أحد، إذ باتت إحدى من ينتظر الجمهور مشاهدها باستمرار، ويحبون ظهورها على الشاشة، ويمكنها أن تبكي وتُضحك وتُفرح وتُحزن كل من يُشاهدها، فهي تقدم مزيجاً من المشاعر التي لا يمكن ألا يتفاعل معها الجميع على حد وصف البعض.
شكّل ظهور الممثلة اللبنانية رندة حشمة في مسلسل "بالدم" عودةً قوية لها بعد غيابٍ عن الساحة الفنية، إذ حظيت بتفاعل واسع من قِبل الجمهور بعد تجسيدها شخصية "سهى بركات" وهي امرأة مضطربة نفسياً تعيش حالةً من الصدمة بعد مقتل طفلتها أمام عينيها.
ووصفها البعض بأنها تمكنت بظهورها الذي اقتصر على عدة حلقات من تقديم شخصيةٍ استثنائية وإحساسٍ عالٍ، مما جعل "سهى بركات" شخصيةً لا تُنسى ولا يمكن أن تمر مرور الكرام في الدراما الرمضانية، حتى إن البعض أكد أن مشاهدها التي لا تتخطى بضع دقائق، يجب أن تُدّرس بأكبر معاهد التمثيل العالمية.
واستطاعت رندة التي تم تعديل شكلها بشكل لافت عبر الماكياج فضلاً عن أدائها المتقن، بقناع المُشاهد بكل حرفٍ قالته خلال مشاهدها.
وحول هذا الدور قالت رندة حشمة في تصريحٍ لـ "فوشيا": لم أتردد في تجسيد شخصية "سهى بركات" في مسلسل "بالدم"، مشيرةً إلى أنها شخصية في غاية الصعوبة، سواء لجهة لغة الجسد وحتى طريقة النظر.
كما وصفت الشخصية بالكاركتير الصعب الذي يتطلب الاهتمام بأدق تفاصيله، للخروج بأداءٍ متكامل.
للسنة الثانية على التوالي أثبت الفنان المصري مصطفى غريب أنه ورقةٌ رابحة في مسلسل "أشغال شَقة جدًا"، فأداؤه وأسلوبه المدهش في تقديم أي جملةٍ أو موقفٍ كوميدي، جعل منه أحد الأشخاص الذين ينتظر الجمهور ظهورهم على الشاشة، ليلمع نجمه ويكون شريكاً قوياً لبطل العمل هشام ماجد.
وفي حين أن بعض الجمهور يرى فيه امتداداً للكوميديا التي كان يُقدمها الفنان الراحل طلعت زكريا، يؤكد آخرون أن مصطفى موهوبٌ بالفطرة.
فيما يرى مخرج العمل خالد دياب، أن مصطفى درس الفنون المسرحية إلى جانب موهبته الكبيرة، ليصبح ممثلاً درامياً مميزًا، ثم وظّف كل ذلك لصالح الكوميديا.
على الرغم من أن الممثلة المصرية انتصار تشارك بأكثر من عملٍ في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، إلا أنها تمكنت من خطف قلوب المشاهدين عبر شخصية "لولا" التي قدمتها في مسلسل "80 باكو"، إذ تمكنت ببراعتها المعتادة أن تلعب شخصية "صاحبة صالونٍ نسائي" دون أي تكلف، مما جعلها محور حديثٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتمكنت انتصار من أن تجعل "لولا" شخصيةً مهمةً في العمل، مع أن القصة الرئيسة تدور حول شابة من طبقة متواضعة تعمل في صالونٍ نسائي، وتسعى لجمع 80 ألف جنيه لمساعدة خطيبها، وتحقيق حلمها بالزواج منه.
وفي حين حمل المسلسل الكثير من المشاهد الواقعية، إلا أن المشهد الذي أدته انتصار، وظهرت فيه وهي تُعد شوربة الخضار، وتنظف الدجاج وتسلقه بأنه من المشاهد الأكثر واقعية في العمل كله، إلى جانب "حلاوة أدائها".
وكذلك أشاد المخرج خالد يوسف بشخصية انتصار والتي وصف حضورها بالطاغي، بالإضافة إلى أنها نالت إشادةً من المخرج عمرو سلامة الذي وصفها في منشور له عبر "فيسبوك" بـ"الممثلة الاستثنائية".
وأكدت انتصار في لقاءٍ صحفي أنها تعلمت الكثير من تفاصيل العمل، واكتسبت مهارات على أيدي كوافيرات فعلاً قبل التصوير، مما انعكس على أدائها في المُسلسل.
تمكن الممثل المصري حاتم صلاح من التأكيد على موهبته الفنية عبر أداء شخصية "فرحات" في مسلسل "إخواتي"، إذ على الرغم من البطولة النسائية للمسلسل، إلا أن اسم "فرحات" برز في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان أحد الذين كثُر الحديث عنهم في خارطة الدراما الرمضانية.
وإلى جانب وصفه بالكوميديان القوي، وُصِف حاتم بالممثل الشاطر والموهوب، وأنه قادرٌ على التنويع في اختياراته التي تسمح له بأن يظهر في أدوار أكبر وأجمل.
واستطاع حاتم أن يقدم شخصية "فرحات" بكل تفاصيلها، مما أمتع المشاهدين وأضحكهم، وفي أحيان أخرى أثّر بهم، وجعل الشخصية محفورةً في ذاكرتهم.
ومن جانبه، كشف صلاح استعدادته للدور خلال لقاءٍ صحفي، إذ أكد أنه خضع لتدريبات مكثفة امتدت لشهر كامل، تنفيذاً لرؤية المخرج محمد شاكر خضير، الذي حرص على التعامل مع العمل بأسلوب مسرحي، إلى جانب أنه جلس كثيراً مع الممثلة كندة علوش للتعمق في تفاصيل الشخصية وليكون أداؤهما طبيعياً.