بصورةٍ بالأبيض والأسود، ترتدي فيها بدلةً بينما تضع يديها على طاولة عاكسة في الغرفة البيضاوية الصفراء في البيت الأبيض، وفي الخلفية نصب واشنطن التذكاري، أعلنت ميلانيا ترامب عن نفسها كسيدة أميركا الأولى، بعد يوم واحد من أداء زوجها دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس.
تتمتع ميلانيا ترامب بذوقٍ رفيعٍ فيما يخص اختيارات الملابس، فهي عارضة أزياءٍ سابقة تعرف ماذا ترتدي ومتى، لذا تمكنت من لفت الانتباه بصورتها، وتقول الكثير عن نفسها.
ووفقًا لشبكة بي بي سي، فإن الصورة التقطت بواسطة المصورة البلجيكية ريجين ماهوكس، كانت تلتقط صورًا لعائلة ترامب لأكثر من 20 عامًا.
وريجين هي أيضًا من التقطت الصورة الرسمية لميلانيا العام 2017، خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب في منصبه.
وعن ذلك قالت ريجين: لقد تشرفت حقًا باختياري لتصوير هذه الصورة الرسمية للمرة الثانية، وبصفتي فنانة، فإن العمل مع امرأة ملهمة كهذه يعد امتيازًا كبيرًا، إنها مثالية وتشارك حقًا في العملية الإبداعية.
على الرغم من أن الكثيرين وجدوا أن ميلانيا اختارت إطلالة تتشابه مع إطلالتها في الفترة الرئاسية الأولى، إلا أن التفاصيل التي قدمتها في الصورة الجديدة كانت مختلفةً كثيرًا.
وفي هذا الشأن، قالت مديرة قسم تاريخ الفن في جامعة بنسلفانيا، غوين دولين دوبوا شو هي إنه بينما كانت النافذة في الصورة الأولى معروفة لعشاق البيت الأبيض؛ لأنها كانت تقع في الأحياء العائلية للقصر التنفيذي، إلا أن النافذة الموجودة في الغرفة البيضاوية الصفراء المواجهة للنافورة تتميز بنصب واشنطن التذكاري الموجود على اليسار خلف ميلانيا.
وأشارت إلى أن جسد ميلانيا تناغم بشكلٍ كبير مع النصب الشهير، إذ أرادت بذلك أن ترمز إلى القوة المستثمرة في الفترة الرئاسية الأولى.
وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة "بي بي سي": وضعية ميلانيا، وأطراف أصابعها الثابتة بقوة على طاولة عاكسة بشكل ملحوظ، تبدو وكأنها تنقل استعدادها "للنزول إلى العمل" والتصرف كسيدةٍ لأميركا ومناصرةً لها.
وليس ذلك فقط، بل أن الصورة تحمل رسالةً مفادها أن السيدة الأولى انتقلت من المساحة الهامشية لغرف العائلة إلى الغرفة التي تقع فوق المكتب البيضاوي مباشرة، بما يعني أنها مستعدة لممارسة المزيد من السلطة التي بدت مترددة إلى حد ما في تبنيها خلال إقامتها الأولى في البيت الأبيض.
أما بالنسبة للطاولة شديدة اللمعان، فقد كانت كحاجزٍ بين الجمهور وميلانيا، وذلك من أجل الحفاظ على حد ما بينها وبين المشاهد.
ومن جهته، قال روبرت كولينز، أستاذ جامعة ديلارد والمحلل السياسي، لمجلة نيوزويك: "ميلانيا، عارضة أزياء سابقة، لذا فهي تفهم العلامات التجارية، وتفهم قوة الصور الفوتوغرافية.
وأوضح أن الصورة صُمِّمَت بالأبيض والأسود للتواصل مع جدية منصبها؛ ما يعني أنها قد تخطط لتولي دور أكثر نشاطًا في الإدارة، أو على الأقل أكثر نشاطًا، مما كانت عليه في الفترة الأولى.