مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية، تبرز السيدة الأولى المقبلة، ميلانيا ترامب، برؤية جديدة وموقف أكثر قوة واستقلالية، متجاوزة دورها التقليدي خلال فترة ولايتها السابقة.
تبدو ميلانيا، التي تبلغ من العمر 57 عامًا، عازمة على عدم الاكتفاء بدور ثانوي كما كان الحال خلال فترة رئاسة زوجها الأولى، إذ تسعى هذه المرة إلى إنتاج وإخراج دورها الخاص في المشهد السياسي والاجتماعي.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" عن مصادر وصفتها بـ"مقربة" من ميلانيا ترامب، فإنها تهدف إلى أن تكون شخصية مؤثرة تتمتع باستقلالية مالية وإدارية، مع تركيزها على بناء صورة السيدة الأولى كسيدة أعمال ناجحة.
وفي هذا السياق، التقت ميلانيا بالملكة رانيا، ملكة الأردن، في منتجع "مار إيه لاغو" بولاية فلوريدا، حيث تم تداول صورة لهما وهما تتناولان القهوة في لقاء وُصف بأنه عميق ومثمر.
في تحول كبير عن سنواتها الأولى في البيت الأبيض، وقعت ميلانيا صفقة إنتاجية بقيمة 40 مليون دولار مع شركة أمازون، لتوثيق مسيرتها عبر فيلم وثائقي طويل وسلسلة مصاحبة له. وستتولى بنفسها منصب المنتج التنفيذي للمشروع، مما يمنحها تحكمًا كاملاً في سرد قصتها.
خلال السنوات الأخيرة، انخرطت ميلانيا في مشاريع تجارية متعددة، شملت بيع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) تحت عنوان "رؤية ميلانيا"، والتي تم بيعها بسعر 150 دولارًا للقطعة، بالإضافة إلى إطلاقها مجموعة من المجوهرات وزينة عيد الميلاد. كما حققت كتاباتها شهرة واسعة، حيث تصدرت مذكراتها قائمة الأكثر مبيعًا في صحيفة "نيويورك تايمز".
صرح مصدر مقرب من ميلانيا لصحيفة "ديلي ميل" أن المال يُعتبر المحرك الرئيسي وراء تحركاتها الأخيرة، حيث أصبحت أكثر إصرارًا على تحقيق الاستقلال المالي، معتبرة ذلك عنصرًا أساسيًا في رسم دورها الجديد.
وقد أثار كشف التقارير المالية الأخيرة عن تلقيها مبلغ 237,500 دولار مقابل مشاركتها في فعالية لجمع التبرعات لصالح حملة ترامب، تساؤلات حول الجوانب الأخلاقية لدورها. ومع ذلك، أكدت الجهات الرسمية أن منصب السيدة الأولى ليس منصبًا حكوميًا رسميًا، وبالتالي لا يخضع لقوانين الأخلاقيات الفيدرالية.
من بين أهداف ميلانيا في ولايتها الثانية، التحكم التام في الكيفية التي يراها بها الجمهور ووسائل الإعلام، بعد أن واجهت انتقادات حادة في فترتها الأولى بسبب قلة ظهورها في المناسبات الرسمية وبعض المواقف الجدلية، مثل ارتدائها سترة مكتوب عليها "أنا حقًا لا أهتم. هل تهتم أنت؟" خلال زيارتها لمركز احتجاز المهاجرين في 2018.
ووفقًا لمطلعين، فإن ميلانيا تدرك جيدًا الدروس المستفادة من التجربة السابقة، وتسعى إلى تقديم نفسها كشخصية مستقلة وواعية بمكانتها وتأثيرها.
وفي مقابلة حديثة مع قناة "فوكس نيوز"، تحدثت ميلانيا بصراحة غير معتادة قائلة: أشعر أن الناس لم يقبلوني تمامًا في السابق. ربما نظروا إليّ كمجرد زوجة الرئيس، ولكنني اليوم أكثر استقلالية وأعرف جيدًا إلى أين أريد الوصول.
ويبدو أن ميلانيا تدخل هذه المرحلة وهي على أتم الاستعداد، إذ قالت في ذات المقابلة: أعرف الغرف التي سنعيش فيها، وأعرف العملية كاملة.